أحمد زكى عابدين: كفر الشيخ المكان المثالى للهجرة غير الشرعية.. وأعترف بعجزى عن القضاء عليها

الجمعة، 18 يونيو 2010 01:34 ص
أحمد زكى عابدين: كفر الشيخ المكان المثالى للهجرة غير الشرعية.. وأعترف بعجزى عن القضاء عليها احمد زكى عابدين
كفر الشيخ - محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ المسؤولون الفاسدون والإعلام.. أهم أسباب انتحار الشباب على شواطئ أوروبا

«محافظة كفر الشيخ، وتحديداً قرية برج مغيزل، موقع مثالى للهجرة غير الشرعية، وهذا النوع من الهجرة لن يتوقف» هذه بعض اعترافات المهندس أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ لـ«اليوم السابع»، بعد التحقيق الاستقصائى الذى أجراه الزميل إسلام النحراوى عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكانت له آثار كبيرة وردود أفعال متباينة على الأجهزة الشعبية والتنفيذية وأهالى كفر الشيخ.

فى مكتبه وقف المحافظ أمام خريطة للمحافظة وأشار إلى موقع قرية برج مغيزل واصفاً إياه بأنه موقع مثالى، لأنه مثل رأس مدبب فى البحر المتوسط وهو أقرب نقطة للدول الغربية، وله عدة مداخل تصعب السيطرة عليها.

◄ لماذا تصعب السيطرة على قرية برج مغيزل، رغم شهرتها كمنفذ للهجرة غير الشرعية؟
- هذه القرية لها ظروف خاصة، فلها مدخل من نهر النيل يدخل منه القادمون من الدلتا عن طريق القوارب دون المرور على الشرطة، ثم يختبئ الراغبون فى الهجرة فى القرية أو فى رشيد لمدة أسبوعين أو أكثر، ثم يبدأون هروبهم فى الليالى غير القمرية فى الظلام، ويسهل مهمتهم عدم وجود مراقبة كافية، وسهولة الاتجاه لبرج مغيزل من فرعى رشيد ودمياط، والقرية لا يوجد بها سماسرة، ولكن توجد بها المراكب التى يتم الاتفاق معها، وهناك أيضاً منطقة أخرى تسمى بركة غليون يستخدمها الراغبون فى الهجرة غير الشرعية، وتم تسليمها لإحدى الجهات السيادية لتعميرها والحد من الهجرة من خلالها.

◄ هل تتوقع أن تتوقف محاولات الهجرة غير الشرعية؟
- لا، لن تتوقف لأن المافيا التى تقف وراءها تكسب المليارات، وهم عصابات كبيرة مثل تجار المخدرات، لكن يمكن الحد من هذه الظاهرة، خصوصا أنها ظاهرة طفيلية ليس لها أسباب حقيقية لوجود فرص عمل فى البلد أكثر منها فى الخارج، ونتائج الهجرة تكون وفاة 80% من الشباب ووصول 20% منهم فقط، يتعرضون للبهدلة ويُضربون بالأحذية هناك ويتم استغلالهم فى أعمال غير شرعية من مخدرات وغيرها ومنهم من يبيع كليته أو يعمل فى أعمال مهينة.

◄ماذا فعلت كمحافظ للحد من الهجرة غير الشرعية داخل أشهر محافظة تعانى من هذا الخطر؟
- هناك محاولات لتشجيع الشباب على العمل فى المصانع فى منطقة بلطيم بمرتبات تبدأ من 700 جنيه للعامل اليدوى، لكن الشباب يريدون الجلوس على مكاتب فى وظائف حكومية انتهى عهدها، فالحداد والنجار والمبلط على سبيل المثال يومية الواحد منهم حوالى 90 جنيها، ولدينا 22 مركز تدريب على مستوى المحافظة لتدريب الشباب على هذه الأعمال، كما عملت على الحد من الهجرة غير الشرعية من خلال طرح الأراضى على الطريق الدولى الساحلى للاستزراع السمكى لأهالى كفرالشيخ، خاصة أهالى مطوبس وفوة وبلطيم، وكل مواطن له 4 أفدنة يمكنه استغلالها كمزارع سمكية والفدان ينتج 3 أطنان سمك سنوياً.

◄ إذا كنت ترى أن ما فعلته كاف فلماذا لم تتوقف الهجرة غير الشرعية؟
- عيب البلد دى ثقافة الثراء السريع، فهناك نماذج من المهاجرين غير الشرعيين كانوا لا يملكون شيئاً وأصبحوا فجأة من أصحاب الأموال والعمارات والفيلات والشركات، وتحولوا إلى قدوة لغيرهم، كما أن الإعلام يقدم من ينهبون ممتلكات الدولة كنجوم مجتمع، فللأسف أصبح الحرامية هم القدوة لشبابنا.

◄ وماذا عن الجهاز التنفيذى ودوره؟
- فى البداية لابد من اختيار جهاز تنفيذى قدوة، حتى إذا اتخذ قرارا يقتنع به الناس، ولا يكون الجهاز التنفيذى فى واد والشباب فى واد آخر، ولابد من الفصل بين العمل فى الوظيفة التنفيذية والأعمال الخاصة بهؤلاء التنفيذيين التى تجلب لهم ربحاً من خلال شركاتهم وخلافه، لأنهم سيتأثر أداؤهم بأعمالهم الخاصة الخارجية، ولابد من أن يكونوا قدوة فى العمل والعدل، وعلى سبيل المثال يتم توزيع العقود والمزايا للمواطنين ولا يفاضل بين مواطن وآخر، ولابد من التدريب التحويلى للخريجين لتوفير فرصة عمل مناسبة لهم تغنيهم عن السؤال أو الانتحار من خلال الهجرة غير الشرعية.

◄وما حل هذه المشكلة من وجهة نظرك؟
- لابد من نشر ثقافة الشرف والأمانة بدلا من ثقافة الثراء السريع وتقليد الآخرين، ولابد من القضاء على الفروق فى الامتيازات بين المواطنين، وأطالب بعودة قانون من أين لك هذا لمحاسبة كل مسؤول عن ممتلكاته ومعرفة ما كان يملكه قبل الوظيفة وبعدها، وعدم وضع المفسدين فى مواقع حساسة، وحصر ممتلكات المسؤولين سنوياً، وأنا كمحافظ لابد من معرفة ما كنت أمتلكه قبل عملى وخلاله وبعده، فهذه الإجراءات تعطى الثقة للشباب فى بلدهم، وتدفعهم للاجتهاد لأنهم سيعرفون أن الثراء لن يأتى إلا من خلال الجهد وليس بالنصب والألاعيب والمخدرات وبيع أملاك الدولة والمخاطرة بحياتهم فى الهجرة غير الشرعية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة