«اليوم السابع» فى منزل أحد الشهداء الأتراك فى «أسطول الحرية»

الجمعة، 18 يونيو 2010 01:34 ص
«اليوم السابع» فى منزل أحد الشهداء الأتراك فى «أسطول الحرية» جودت الشهيد التركى فى صورة مع ابنته وزوجة الشهيد
رسالة إسطنبول آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ ديريا كليكلار: زوجى حاول السفر مرتين لغزة وفشل.. وفى المرة الأخيرة قال لى من السفينة لن نقترب من المياه الإقليمية الإسرائيلية وسأعود لك بالكوفية

«لا تخافى سأعود لك بكوفية من غزة وبرتقال من يافا» كانت هذه آخر كلمات قالها جودت التركى شهيد أسطول الحرية لزوجته ديريا كليكلار.

واعتبرت كليكلار أن هذه الجملة كافية لوصف حياته الـ«نموذجية»، ووصفت فى حالة من الحزن شعور زوجها ليلة الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة فى ديسمبر 2009 مؤكدة أنه ظل يبكى طوال الليل ولم ينم من تفكيره فى فلسطين وأهل غزة، وما تفعله إسرائيل.
جودت يعمل مسؤول إنترنت فى جمعية «الإغاثه الإنسانية التركية» ولديه اثنان من الأبناء، الكبرى بنت جولهان 16 سنة، وولد إيرديم 13 عاماً.

وكشفت زوجته فى أول لقاء إعلامى بإحدى أسر الشهداء الأتراك عن أنه كان يتمنى أن يذهب إلى غزة وحاول مرة سابقة منذ عامين أن يذهب عن طريق مصر ومعبر رفح، وعندما حاول التقاط صور احتجزه الأمن المصرى على المعبر ثم تم ترحيله مرة أخرى إلى تركيا.

ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى حاول فيها - كما تقول زوجته - حيث طلب الذهاب مع قافلة «شريان الحياة 3» التى شاركت فيها جمعية «الإغاثة الإنسانية التركية» بسفينة، إلا أن عمله فى مقر الجمعية فى إسطنبول منعه من الذهاب، وهو ما أصابه بحالة من الحزن الشديد نتيجة عدم تمكنه من الذهاب إلى غزة، ووعده مديره بأنه سيذهب إذا كانت هناك قوافل أخرى.

جودت لم ينم ليلة تم إبلاغه أنه سيذهب إلى غزة على ظهر أسطول الحرية، وظل طوال الليل يحلم باليوم الذى سيسلم فيه المساعدات لأهالى غزة، ولم يذهب مع المجموعة إلى إيطاليا عبر الطيران بل أصر أن يتوجه مع السفينة منذ لحظة انطلاقها من إسطنبول، كما اشترى ملابس جديدة كأنه ذاهب لحضور حفل زفافه وليس لموته وودع كل الناس قبل سفره.

وأكدت ديريا أنه ظل يطمئن فيها بأنه سيعود وشرح لها أنهم لن يدخلوا المياه الإقليمية لإسرائيل وبالتالى فلا يوجد خطر عليهم، ولم تكن تتوقع أبدا ماحدث لجودت ولم تكن تتوقع أنه لن يعود ولن تراه مره ثانية، وعندما سمعت الأخبار بأن إسرائيل هاجمت السفن شعرت وقتها بأن هناك خطرا على زوجها وأن هناك شيئا حدث له.

وقالت إنها طلبت منه أن تذهب معه لغزة، ولكن لعدم وجود أحد غيرها يرعى أبناءها قال لها أن تظل هى هذه المرة ووعدها بأن تبحر هى مرة أخرى مع الأسطول الثانى وعقب عودته، وعبرت عن حزنها لأنها لن تذهب هذه المرة لأنه لم يعد كما وعدها.

وأوضحت أن أولادها يعلمون جيداً ماحدث لوالدهم وأنه استشهد لهدف غال وثمين، ووجهت التحية إلى كل شهداء المسجد الأقصى والمحاصرين فى قطاع غزة.

وأضافت أن هناك مجموعة من فلسطين أتت إلى تركيا، وقدمت لها التعازى ولباقى الشهداء ولكنها لم تفصح عما إذا كان وفد رسمى من السلطة الفلسطينية فى رام الله أم أنهم من حركة حماس وأهدوها «كوفية الأقصى» التى تلفها حول عنقها طوال الوقت.

وأشارت ديريا إلى أن الشعب التركى كله يتمنى أن يفعل مثلما فعل زوجها، لأنه يشعر بالغضب تجاه إسرائيل وما تقوم به وأن احتلالها لفلسطين والمسجد الأقصى يجب أن ينتهى، وكان واضحا من حديثها أن لديهم علما واسعا بالقضية الفلسطينية وملابساتها، وهو ما أرجعته إلى حرص زوجها الشديد على الحديث المتواصل مع أبنائه عن القضية حتى أن ابنته الكبرى علقت خريطة فى غرفتها لفلسطين، بعد استشهاد والدها قالت أريد أن أقدم شيئا للقدس وفلسطين حتى أموت شهيدة.

وعبرت عن سخطها الشديد على إسرائيل التى على الرغم من أنها صغيرة جداً فإنها تتعامل على أنها إمبراطورية كبيرة وكلمتها هى الأعلى من كل الكلمات، وأكدت أنه بعد حادث أسطول الحرية بدأت الناس بالشارع التركى تسأل كيف يمكنهم الذهاب لقطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة