3 أزمات لولاها لخرجت بداية امتحانات الثانوية العامة، التى يشرف عليها الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، بنفسه كرئيس عام للامتحان، مثالية.
الأزمة الأولى تمثلت فى اكتشاف الوزارة تغيب 200 معلم دفعة واحدة عن الواجبات المكلفين بها كمراقبين داخل لجان بنى سويف مع انطلاق الامتحانات، وهو ما تسبب فى مأزق قبل بدء اختبار مادة اللغة العربية مما دفع الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بنى سويف، إلى الاستعانة بمعلمين احتياطيين لحين إبلاغ «بدر» بتلك الأزمة.
كما تعمد المراقبون المنتمون إلى محافظة البحر الأحمر، التغيب عن امتحان اللغة العربية للمرحلة الأولى، كرد فعل على رفض الوزير قبول اعتذاراتهم-بحسب رأى معلمين استطلعت «اليوم السابع» آراءهم- بدعوى عدم تحقق الشروط الأربعة التى حددتها لمنح الإعفاء للمعلم المنتدب، مؤكدين أنه كان يجب على الوزير، الذى يخوض تجربة «الثانوية العامة» للمرة الأولى، أن يضيف إلى لائحة الاعتذارات شروطا أخرى جديدة مثل دراسة الدبلوم التربوى، وحمل شهادة من جهات طبية أخرى غير اللجنة المركزية بالوزارة، وأداء ابن المنتدب أو المنتدبة لامتحان الثانوية وابتعاد منزله أو منزلها عن مقر اللجنة، فبرغم توفير الوزارة استراحات للمعلمين فى جميع الكنترولات فإن غالبيتهم مازالوا يفضلون التوجه إلى اللجنة ثم العودة للمبيت فى منازلهم بسبب تدنى مستوى الخدمات بتلك الاستراحات.
أما الأزمة الثانية فتتعلق بعدد من طلاب الثانوية بنظام المنازل، الذين تركتهم المديريات التعليمية طوال العام دون أن تخطرهم بضرورة تقديم استمارات للكنترولات، وهو ما جعلهم يتوجهون مباشرة إلى اللجان ليُفاجَأوا بعدم وجود أماكن لهم داخل المدارس التى خاضوا فيها الامتحانات الأعوام الماضية بدعوى أن أسماءهم غير مسجلة، الأمر الذى دفعهم للانتظار أمام ديوان عام الوزارة أملاً فى نظرة بعين العطف من الوزير تمنحهم فرصة جديدة للتخرج من المرحلة الثانوية، فجميعهم من الراسبين من الأعوام الماضية.
ثالث الأزمات يتلخص فى عدم تمكن الطلاب من الاستيعاب الكامل لأسئلة الفهم والابتكار، التى زادت نسبتها فى امتحانات هذا العام عن مثيلاتها فى السنوات السابقة، فعلى سبيل المثال وقف طلاب المرحلة الأولى عاجزين أمام سؤال فى ورقة «اللغة العربية» يطلب الحديث عن «منهج» مؤلف كتاب «الذخيرة فى ذكر محاسن أهل الجزيرة»، إذ لم يدركوا أن «المنهج» هو نفس ما درسوه طوال العام تحت مسمى «الخصائص والسمات»، وهو ما أضاع عليهم درجة تلك الجزئية.
«بدر» لم يقف مكتوف الأيدى أمام تلك الأزمات، فأصدر قراراً يقضى ببدء حصر جميع المعلمين المتغيبين عن أعمال الامتحانات دون عذر تمهيداً لإحالتهم للتحقيق بسبب تخلفهم عن «واجب قومى» هو المشاركة فى «الثانوية العامة»، كما أوضح أن أسئلة الامتحانات ليست «تعجيزية» وإنما هى مطابقة للمواصفات التى وضعها المركز القومى للتقويم التربوى التابع للوزارة، أما أزمة طلاب «المنازل» فبدأ مكتب خدمة شكاوى المواطنين فحصها سريعاً لبحث مدى أحقية مقدميها فى خوض الامتحانات.
3 أزمات تحرم «بدر» من بداية مثالية لتجربته الأولى كوزير لـ«الثانوية العامة»
الجمعة، 18 يونيو 2010 01:34 ص