يتصارع فى مصر الآن تيّاران يمثلان كلا من "العَلمانية" و"العَتمانية" (من العَتمة .. أى الظلاميون ) .. الفريق الأول يرى أن العلمانية هى مفتاح الدخول إلى العصر الحديث والسبيل الوحيد إلى النهضة الحقيقية الشاملة والرُقىّ والتقدم .. بينما يقف الظلاميون على الضفة الأخرى من النهر موظِّفين كل ما أوتوا من إمكانات لبسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على عقول الناس وتحكمهم فى كل صغيرة وكبيرة من أمور الدنيا والآخرة .. بدءا من تقنين الطريقة الصحيحة و الشرعية لأخذ الشهيق وإخراج الزفير .. و انتهاء بمنح "صكوك الغفران" و"تأشيرات" الدخول إلى الجنة.
يسعى العلمانيون إلى إعادة مصر الى مكانها الطبيعى اللائق بها على خريطة العالم الحديث .. بينما يحاول العتمانيون إعادة مصر الى القرون الوسطى أو إلى عصور ما قبل التاريخ.
العلمانيون يحرثون فى صخور العقول المتحجرة والتى " كلّستها" قرون من الجهل و التخلف و البطش و القهر وحوّلت قشرتها المخية ومراكز الوعى والإدراك فيها إلى حفريات .. وعليهم أولا استصلاح هكذا تربة لمنح الفرصة لبذورهم لكى تنمو وتضرب جذورها .. بينما لا يواجه العتمانيون هذه المشكلة .. فالتربة الفاسدة تناسب بذورهم العفنة وماعليهم سوى إلقاء البذور وقليل من الماء وانتهى الأمر .. تماما كما يقول الإعلان التليفزيونى الشهير للمكرونة إندومى "المية وبس"!
فلمن ستكون الغلبة؟ .. وكم سيستغرق حسم المعركة؟ .. وهل حدّثنا التاريخ عن معارك حُسمت دون خسائر فى الطرفين وتضحيات من الجانبين؟ا
