سعيد محمود سالم يكتب: متى نهلل فخراً بحاضرنا؟

الخميس، 17 يونيو 2010 05:38 م
سعيد محمود سالم يكتب: متى نهلل فخراً بحاضرنا؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فخرنا وتهليلنا دائماً لصالح (تاريخنا) فقط، أما حاضرنا فهو دائماً على ألسنتنا، ووفق "الرأى المحفوظ" لغالبية كُتابنا ولأكثرية الرأى العام فينا فى حضيض قائمة أحلامنا وآمالنا التى نأملها ونرغب فى تحقيقهما!!

وقد سطرت صحفات التاريخ "الصادقة" سطوراً مضيئة للتاريخ المصرى منذ الفراعنة وحتى قبل الآن بعشرين أو 25 سنة أثنت فيه على الحضارة المصرية فى معظم أوقاتها، ومن عجب أن نرى أن حاضر هذه الأوقات كان البشر فيه لعانين للحكومة الخادمة وقتذاك!!

فإذا سمعنا آراء أجدادنا وقت حفر قناة السويس مثلاً - فسوف ترتعد فرائصنا من هول ما نسمع عن نظام السُخرة والعبيد، ناهينا عن النظام الدكتاتورى لخديوى مصر آنذاك الذى جعل الإنسان المصرى وقتها بلا قيمة وبلا ثمن، أما الآن فأن أحداث هذا الحفر فى التاريخ مكتوبة بحروف من ماس!!

وكان حاضرنا منذ نهايات 1970 حتى بدايات 1974 مليئ بالاحتقانات وبرفض الواقع ورفض السادات نفسه كرئيس بديل لعبد الناصر، وكانت وجباتنا الأساسية هى المظاهرات والاحتجاجات الطلابية والسياسية والحزبية والإخوانية والشعبية من جراء غول الأسعار وتدنى الأجور وانهيار الخدمات، أما الآن فالتاريخ قد أبدع وصفاً لسياسات السادات وقراراته بدءً من ثورة التصحيح 71 حتى قرار حرب 73 وما أعقبه من نصراً مُبيناً وسلاماً قوياً عادلاً أستهدف التنمية حتى المُستدامة منها والتى بدأت ثمارها تؤتى أُكلها ولو أنكر الناكرون.. فلماذا نحن هكذا؟ ومتى نهلل فخراً بحاضرنا؟

أما السؤال لماذا نُحن هكذا ؟ فأجابته عندى – كانت وما زالت - تتخلص فى أن غالبية كثيرة منا ليست مُلمة إلماماً كافياً بخطوات الحكومة نحو المستقبل الأفضل من خلال اتخاذها حزم من القرارات الاقتصادية والمالية والتشريعية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والبترولية والتعليمية والعلمية تراها من السُبل السليمة والقوية لتحقيق المستقبل المأمول لشعبنا المطحون والذى يستحق أكثر وأكثر من جُهد وجهاد الحكومة الخادمة، أما أجابة السؤال – متى نهلل فخراً بحاضرنا؟؟ فهى غير واضحة أو مُحددة، على الأقل بالنسبة لى!

فإن كان نجاح الحكومة الحالية فى تصديها للأزمة المالية العالمية بنظام مصرفى متين وقرارات اقتصادية حكيمة وسط نكبات اقتصادية لكثير من الدول حولنا تمثلت لديهم فى إفلاس بنوك وشركات كبرى، وفى زيادة مهولة فى معدل البطالة، لا يكفى لإعلان الفخر والتهليل، وإن كانت الإنجازات المصرية التى نشهدها ذهاباً وجيئة فى مختلف الطُرقات وفى جميع المجالات والتى نفذتها حكومات متعاقلة على مدار 29 عام من حُكم الحكيم المُبارك / مُبارك لا تكفى لإعلان الفخر والتهليل!

وإذا كان دور مصر العبقرى فى إدارة أزمات الشرق الاوسط بما فيه من تبنى حوار المصالحة الفلسطينية وعدم الاشتراك فى غزو العراق وتقديم المساعدة للسودان والصومال وغيرها من دول الفقر الأفريقى، وعقلانية التعامل مع ايران وسوريا، والشراكة الأمريكية الاستراتيجية، والاحترام الإسرائيلى، والتعاون الأوروبى.. لا تكفى للفخر والتهليل بحاضرنا!.. وإذا كان معدل النمو الاقتصادى المتنامى والمتصاعد لا يكفى لإعلان الفخر والتهليل!.. وإذا كانت حالة الحراك السياسى والديمقراطى التى نعيشها الآن فى مصر لا تكفى لإعلان فخرنا بديمقراطيتنا الوليدة!.

أقول - إذا كان كل ذلك لا يستدعى الفخر والتهليل بحاضرنا.. فمتى نفخر ونُهلل لحاضرنا وقرارتنا ونجاحنا كما نُهلل لأى قرار أمريكى أو روسى أو إيرانى أو صينى أو هندى أو تُركى أو حتى لأى تصرف موريتانى أو لبنانى؟.. فهيا بنا أخوانى المصريين نُهلل فخراً بحاضرنا أولاً، ثم لنا ثانياً أن نؤنب الحكومة ونوبخها وننتقدها على أخطائها ونُطالبها بالمزيد والمزيد من الإنجازات المطلوبة لتحقيق النهضة الكبرى والصحوة المُستدامة، بل ولتحقيق الديمقراطية المُستدامة!.. فإن مجرد الفخر بالحاضر سوف يؤدى بنا - حتماً - إلى تحقيق الأمل والحلم لو كُنا آملين وكُنا حالمين!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة