استضاف الإعلامى جابر القرموطى مساء أمس فى برنامجه مانشيت بقناة ONTV، رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم، وذلك لمناقشته فى موضوعات متعددة، منها رأيه فى الوضع السياسى الحالى فى مصر، والأحزاب السياسية فى إطار انتخابات مجلس الشعب، والقضية الفلسطينية، ورأيه فى قرار الزواج الثانى للمسيحيين، ووجهة نظره فى البرادعى، وهل مازال الرهان عليه للتغيير قائماً أم ظهرت بدائل أخرى؟
قال ساويرس إن هناك رغبة من أحزاب المعارضة فى أن تكتسب مصداقية أكثر، وخاصة بعد فوز د.السيد البدوى برئاسة حزب الوفد، مضيفًا: "محمود أباظة شخصية سياسية محترمة وعلى مستوى عالمى ومن عائلة عريقة، ووصل بالحزب إلى بر الأمان، وأنا سعدت كثيرًا بانتخابات حزب الوفد لأمرين هامين، أولهما أنه لأول مرة نرى تجربة انتخابية ديمقراطية يحدث فيها تناغم ويتنازل رئيس حزب عن مقعده بدون خناق أو ضرب".
وتابع ساويرس: "نرجو أن تكون هناك حركة لوجود حزب آخر، وضع تحت آخر أربعة سطور، فالدكتور السيد البدوى كان حجرًا ألُقى فى مياه راكدة، سيؤدى بالضرورة إلى حركة نحن بحاجة إليها".
وردا على سؤال القرموطى حول رأيه فى انضمام عدد من الشخصيات لحزب الوفد، كان آخرها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، قال ساويرس: أحمد فؤاد نجم حزب لوحده، ونحن كشباب من جيل السبعينيات ندين له بكثير من الفضل، لأنه كان يؤجج ثورتنا كلها، وهذا الرجل "اتبهدل على مر العصور"، مضيفًا "أنا شخصيًا بدوب لما بشوفه، وانضمامه للحزب ضربة قوية جدًا".
ورأى ساويرس أن زيارة د.السيد البدوى للبابا شنودة الثالث مهمة جدًا، قائلاً: حزب الوفد كان بالفعل هو الحركة الوطنية الحقيقية منذ 1919 ووجد الأقباط فيه الأمان والمساواة والمراكز العليا دون النظر إلى الدين، وهذا ما ننادى به بأن يأخذ كل فرد حقه بعيدًا عن النظر إلى دينه.
وأوضح ساويرس للقرموطى ردًا على سؤال الأخير له عن رأيه فى الإخوان المسلمين، وعن أكثر شخصية يفضل الحديث معها أن الإخوان قوة موجودة فى الساحة السياسية الآن شئنا أم أبينا، "وهى قوة لا تقلقنى، والمشكلة كلها تكمن فى منهاجهم وفكرهم، وبالنسبة لى شخصيًا أنا أحب د.عبد المنعم أبو الفتوح واسميه الجناح التركى فى الإخوان المسلمين".
وقال ساويرس للقرموطى حول رأيه فى تركيا: تركيا هى أحسن مثال لدولة إسلامية علمانية محتفظة بجوهر الدين الإسلامى وتطبيق تعاليمه الحقيقية، ولا تفرق بين الناس وتضع حدودًا لعدم التداخل بين الدين والدولة، فهى نموذج قريب لنظام نأمل فى تحقيقه، مضيفًا: نحن بحاجة إلى نظام ديمقراطى، يحق للمواطنين فيه أن ينتخبوا ببطاقاتهم الشخصية سواء فى مصر أو فى كندا أو أى مكان آخر، ولا يصبح لدينا تداخل بين السلطات بشكل عام، والسلطات القضائية، ويصبح الأمن فى خدمة الشعب بالفعل "مش بيضرب فى الشعب".
وردًا على سؤال القرموطى إذا ما تقدم الإخوان للانتخابات وحققوا نجاحًا، قال ساويريس: يبقى "باى باى يا ديمقراطية بعد كدة"، مضيفًا: الإخوان سيدخلون الانتخابات بالديمقراطية، ومن ثم سيلغونها، ولدينا على ذلك نموذجين، الأول السيناريو الإيرانى، فإيران لم تأت بديمقراطية، وانتهت انتخاباتهم باعتقالات وضربت إحدى الفتيات بالرصاص، والنموذج الثانى، وهو حماس، فجميعنا سعدنا بالانتخابات الديمقراطية فى فلسطين، إلا أنه بعد نجاحهم بشهور قليلة، قاموا باعتقال كافة معارضيهم، وكل الثروة المادية والقوى الاقتصادية أصبحت اليوم فى يد حماس، فالمعابر والأنفاق فى أيديهم، ويتقاضون الدِّية كل مرة، أضف على ذلك ما يحصلون عليه من إيران بمئات الملايين، والقوى الدولية كافة متعاطفة معهم.
وأضاف ساويرس: القضية الفلسطينية اختزلت فى "شوية مساعدات صندوقين سمين وشوية لبن"، ونسينا أصل القضية، وهذا ما تريده إسرائيل، إلا أن ما فعلته إسرائيل ما هو إلا "غشم".
وقال ساويرس عن دور مصر فى حل القضية الفلسطينية: نحن يطبق علينا المثل القائل "ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه" "كل شوية يضربوا لنا واحد برصاص فلسطينى، ولو كنت ضابط مسئول وقتل عسكرى من عندى والله ما يكفونى كلهم، وكنت عديت ورحت جبت اللى قتل الجندى المصرى من قفاه".
وتابع ساويرس: "بعد كل ما بذلناه فى القضية الفلسطينية يقتل من أبنائنا جندى برصاص فلسطينى؟".
وأكد ساويرس للقرموطى ردًا على سؤاله إذا ما كان بإمكان الأول أن يقوم بعمل مشروعات استثمارية فى فلسطين قائلاً: مستعد أن استثمر فى فلسطين، ولكن بشرط أن أحصل على رخصة بأننى لا أطبع بل يحاول أن يساعد أهالى غزة، مشيرًا "منذ أسبوعين أو أكثر كنت فى الجامعة العربية فى مؤسسة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكنا نبحث ما يقوم به الإسرائيليون من تهويد للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، إلا أننى عرضت اقتراحًا، وهو أننا كرجال أعمال علينا أن نشترى هذه المقدسات حتى لا يقترب منها الإسرائيليون، وقلت لهم سأبدأ بشراء المقدسات الإسلامية، حتى لا يقولون بأننى مسيحى وذهبت لأشترى المقدسات المسيحية، إلا أن جبهة الرفض من الفلسطينيين قالت هذا تطبيع، فقلت لهم: هذا ليس اعترافًا بالسجان، ولكنه تضامنًا مع السجين، وعلى الجامعة العربية أن تصدر لنا قرارًا بأن هذا ليس تطبيعًا، مضيفًا "المحصلة الحالية بسبب هذا الغباء أن إسرائيل تشترى المقدسات، ونحن نمشى وراء "شوية" شعارات، وتتحول القضية من معونات إلى أننا قريبًا "هنشحت 2 متر من الأرض علشان نقعد فيهم".
وعن أوضاع الاستثمار فى الجزائر أوضح ساويرس أن هناك بصيصا من النور لحل الأزمة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى الرئيس مبارك الذى أكد على أنه يترفع عن الصغائر، وهذه المقابلة مع الرئيس الجزائرى أعطتنا بادرة أمل لأن تحل هذه المشكلة، وأكد ساويرس على أنه لا توجد أية مشكلة لاستثماراته فى دول العالم.
وعن التغييرات الأخيرة فى الهيكل الإدارى لقناة "ONTV" أوضح ساويرس قائلاً: إن ما حدث مسألة اقتصادية بحتة، فأنا رجل لم أتعود على الخسارة إطلاقًا، وأمنياتى كانت أننى أهدف إلى إنشاء قناة تنويرية ليبرالية تساعد فى التنوير وتكون منفتحة ولا تكون معقدة وبها قيود، وتتناول القضايا العصرية بعيدًا عن المسائل الحساسة مثل القضايا الدينية، مضيفًا: ولكن ما حدث أننى أخطأت عندما قمت بإنشاء هيكلين إداريين منفصلين عن بعضهما، مما أدى لوجود مضاعفة فى التكلفة الإدارية، فكل ما قمنا به، أننا حاولنا أن نقلل التكاليف فقط، وأضف على ذلك، أنه لم يكن من أهدافى إنشاء قناة مسلسلات أو أفلام بحتة، ولكن هدفى هو إنشاء قناة تخاطب الشباب تظهر تطلعاتهم وهذا هو المضمون الذى نعمل عليه وسيظهر فى الفترة المقبلة، وبدون أية تكليفات باهظة، وما حدث محاولة لعدم الخسارة، وأثنى ساويرس، على برنامج "مانشيت" مداعباً القرموطى: "انا جيت بس البرنامج عندك علشان ناجح".
وعن وجهة نظره فى د.البرادعى، وهل مازال الرهان عليه للتغيير قائمًا؟ أم ظهرت بدائل أخرى؟ سأل ساويرس القرموطى قائلاً: رهان على ماذا؟! مضيفًا: ما حدث أن هناك شلة من الناس "الأرزوقية اللى عايزين ياخدوا بنط" انطلقوا فى الهجوم على البرادعى، ولكن بالنظر لما فعله د.البرادعى وطالب به، فهو ليس بجديد، فكل من سبقه طالب بتغيير نصوص فى الدستور، ولكن ما فعله البرادعى إيجابية تحسب له فى حين أن غيره ظل صامتًا ولم يطالب بأى شىء، ومن وجهة نظرى أن البرادعى رجل محترم، رفع اسم مصر لأعلى مستوى، والتاريخ سيحسب له ما نادى به.
وأضاف ساويرس: للأسف نحن تسببنا فى صناعة بعض الأبطال ، وإذا حققنا فى سيرهم الذاتية سنجد مآسى.
وردًا على سؤال القرموطى حول عدم انضمامه لأى حزب قال ساويرس: لم انضم لأى حزب لنفس الأسباب التى رفضها البرادعى لدخوله أى حزب، وأنا فى الحقيقة لا أفضل الخسارة.
وحول سؤال البعض عن عدم ترشح ساويرس للرئاسة، أوضح ساويرس للقرموطى قائلاً: أنا لا أصلح للعمل الدبلوماسى، وأتمنى أن أسأل الرئيس مبارك عن كيفية تحمله لهذه الإساءات الكثيرة جدًا، فكلما أتذكر زيارته لإثيوبيا ومحاولة اغتياله، وأفاجأ به بعد ذلك مع نائب الرئيس السودانى، فى لقاءات متعددة، والذى كان مشتركًا فى محاولة الاغتيال، "فلو واحد صعيدى زى أنا كنت بعت طائرات وهديت الدنيا".
وعن رأيه فى قرار الزواج الثانى للمسيحيين، قال ساويرس للقرموطى الحكم سخيف، ولا يوجد قانون فوق الدين والإيمان، وهذا الحكم ضد دينى، وقد يكون لى تعليقات ساخرة، ولكن أنا مع دينى وملتزم به، ورفضنا دليل على تمسكنا بديننا، فلا يحق لأحد أن يتدخل فى دين الآخر، متسائلاً: هل يصح أن يأتى أحد ويرفع قضية ضد تعدد الزوجات فى الدين الإسلامى والقرآن أباح ذلك؟
وكشف ساويرس للقرموطى ردًا على سؤل الأخير له حول عدد الأرقام المُسجلة على هاتفه، وعدم تغييره لرقم هاتفه، قائلاً: لدى ثلاثمائة أو أربعمائة رقم مسجل على هاتفي، فأنا أحتفظ بالأرقام الغريبة، وأحفظ عن ظهر قلب أرقام أخوتى وأصدقائى، ومازلت محتفظًا برقمى منذ أن كانت المصرية للاتصالات هى التى توزعه، مضيفًا "أرفض سخافات الأرقام الذهبية والسرية، ولا أحجب نفسى عن الناس، ولأرقام موبينيل أولوية فى الرد دونًا عن أرقام فودافون".
ساويرس: نفسى أسأل الرئيس كيف يتحمل الإساءات؟..والقضية الفلسطينية اختزلت فى "صندوقين سمن وشوية لبن"...وعرضت شراء المقدسات الإسلامية قبل المسيحية منعًا للتهويد
الخميس، 17 يونيو 2010 12:10 م
رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة