حمدى رسلان يكتب: عندما نتعلق بحبال الأوهام

الخميس، 17 يونيو 2010 07:11 م
حمدى رسلان يكتب: عندما نتعلق بحبال الأوهام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد القنوات الفضائية والأرضية سباقا كبيرا على خطف مكالمات المشاهدين أو القرصنة المشروعة فى نظرهم، فهم يراودون أحلام البسطاء بمسابقات لا تغنى ولا تسمن من جوع، كل الغرض من ورائها هو مكالمة تليفونية أو رسالة SMS لكى يربحوا الكثير من الأموال من العدد الكبير من المكالمات التى تصلهم عن طريق تلك المسابقات، فهى طريقة مستحدثة لجلب أموال كثيرة لهذه القنوات بجانب الإعلانات الوسيلة التقليدية المعتادة، وكالعادة عندما تدخل خدمة جديدة بلدنا يبدأ أصحاب النفوس الضعيفة فى استغلالها لحسابهم الشخصى.

فخدمة الهاتف الجوال (المحمول) كما نسميه كان الغرض منها التيسير على الناس فى عصر يتسم بالسرعة الشديدة، ولكننا استغللناه فى النصب عليهم من خلال مسابقات تافهة وأسئلة أتفه لأن طبيعة المصرى هى الجرى وراء الطريق السهل لتحقيق الأحلام ولا يتحرك إلا بمعجزة.. أعلم أن كثيرا منكم سيغضب منى لقولى هذا الكلام ولكنى مصرى مثلكم وأعلم هذه الحقيقة كما تعلموها أنتم جيداً.

وراجعوا عدد شركات توظيف الأموال قديماً وحديثاً لتتأكدوا بأنفسكم، وراجعوا عدد من يضاربون فى البورصة دون أن يعرفوا عنها شيئا سوى أن أموالهم تزداد فقط وهم جالسون فى بيوتهم وراجعوا كم المسابقات على الشاشات المختلفه وكم المتصلين بهم وراجعوا مسابقات المواهب من خلال الاتصال التليفونى بدعوة تبنى المواهب الواعدة وأمثلة كثيرة أخرى.

أصبحت أحلام الشباب معلقه بمسابقة من هذه المسابقات، وأكثر ما يحزننى أن أرى كثيرا من المتعلمين وخريجى كليات القمة من بين هؤلاء الذين يجرون وراء تلك الأحلام الزائفة، فهم يريدون أن يختصروا طريق النجاح، فبدلا من شقائهم يتعلقون بضربة حظ ممكن أن تأتى أو لا، ويقعون فى براثن هؤلاء المحتالين، حتى سيدات البيوت لم يسلموا من تلك المسابقات، فظهرت مسابقات المطبخ والجائزة بوتاجاز أو شواية– وظهرت مسابقات جديدة للتخسيس– ومسابقات أخرى لأدوات التجميل.

وما أدراكم بعقل النساء عندما يتعلق الموضوع بجمالهن أو قوامهن والمسابقات الرياضة الكثيرة، ففى الوقت الذى يحرّم فيه ديننا الرهانات، نجد مسابقات للتخمين بمن سيفوز اليوم– هذا الفريق أو ذاك، أليس هذا هو رهان ولكن بشكل شرعى يتوافق مع العقلية المصرية وخيال المحتال الذى يخترع هذا النوع من المسابقات.

إن هذه المسابقات نوع جديد من السرقة والاحتيال على المواطن المصرى الطيب أحياناً والساذج فى أحياناً كثيرة، فهو لا يتعلم من أخطائه أو أخطاء غيره وينفق الكثير من أمواله فى مكالمات غير مجدية– كما أنفقها من قبل فى شراء موبايل حديث بإمكانيات عالية وبعد ظهور موبايل أحدث منه فى الأسواق يبيع الأول بنصف ثمنه ويستدين ويشترى الآخر.. فنحن شعب استهلاكى ومظهرجى إلا من رحم ربك، ولذلك نقع دائماً ضحية لهؤلاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة