بكاء وعويل وإغماءات وعربات إسعاف تنقل الطلاب من اللجان، مشاهد تعودنا عليها لتكررها كل عام، مع انطلاق ماراثون الثانوية العامة، التى أصبحت بعبع الأسرة المصرية، وبالرغم من الوعود التى يقطعها كل وزير على نفسه مع توليه حقيبة التعليم، والتى يؤكد من خلالها تغيير صورة الثانوية، وأنها ستكون مرحلة تعليمية كغيرها من المراحل، وأن رهبتها ستنتهى، نجد أن الواقع يأتى ليكذب كل هذه الادعاءات.
ولكن الوزير الحالى د.أحمد زكى بدر، منذ أن تولى منصبه وهو كان صريحاً، حيث أكد فى لقاءاته الصحفية أن الثانوية العامة ستشهد تغييراً جذرياً ولن يتفوق فيها إلا النوابغ، وأن من يحصل على 85% سيقوم بزيارة خاصة له، وبهذه التصريحات النارية عاش طلاب الثانوية بمرحلتيها الرعب بكل أشكاله، وخيم الحزن على بيوت المصريين، ولا أخفيكم أن بيتى كان ضمن هذه البيوت التى سادها الترقب والخوف، خاصة أن ابنتى بذلت كل ما تستطيعه من مجهود، وأخذت بكل الأسباب وواصلت ليلها بنهارها من أجل أن تكون من الأوائل.
ولكن تأتى رياح "بدر" بما لا تشتهيه الأسرة المصرية، التى تتحمل من الأعباء ما لا يطيقه أحد، ويكفى ما تتحمله من نفقات الدروس الخصوصية التى تصل إلى ألف جنيه شهرياً للطالب الواحد، بسب عدم قيام المدرسة بدورها فى تعليم الطلاب، والتقصير الشديد من المعلمين الذين احترف بعضهم الدروس وبذلوا كل طاقاتهم فيها، وليس لديهم مجهود يستطيع أن يبذلوه فى الفصول.
وعلمت من مصادرة مطلعة بالوزارة، أن تصريحات الوزير حول امتحانات الثانوية، دفعت بعض واضعى الامتحان إلى زيادة نسبة أسئلة الذكاء حتى تنخفض مجاميع هذا العام، ويرضون الوزير الهمام، ولذلك أتوقع أن تشهد امتحانات باقى المواد فى المرحلتين مزيداً من الصعوبة، كما حدث فى امتحان اللغة الإنجليزية بالمرحلة الأولى والأحياء للمرحلة الثانية.
ولا أنكر أن وصول د.أحمد زكى بدر لمنصب وزير التربية والتعليم، أصابنى بكثير من اليأس من إصلاح التعليم المصرى، فتجربة الرجل بجامعة عين شمس كانت كفيلة أن تخفيه عن المناصب العامة، ولكنها أحوال البلد الذى لا نعلم كيف يدار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة