أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود جاد

البانجو مش بتاعى.. وخالد معرفوش

الخميس، 17 يونيو 2010 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قطعاً لا اعرفه، لكن أعرف القاتل جيداً.. لا أمتلك من الخيال ما يمكنى من تصور ما جرى، لكن جريمة خالد، ذاك الشاب السكندرى (ضحية التعذيب) أعلمها علم اليقين، جريمته أنه عاش بينى وبينك، واختار أن يقف وحيداً فى وجه عناصر الفساد بالداخلية.. وأن يفضحهم بمفرده على موقع "يوتيوب".. لا جرم لديه سوى صمتنا.. ولم يقترف من الذنوب سوى الخروج من طابور الصامتين.

قطعاً لا أعرفه، لكنى أرى الوجوه ذاتها، والعناوين العريضة نفسها، وبيانات الداخلية التى تقطر كذباً، وأقلام النظام التى لا تعرف الخجل. كذلك أرى وسط الوجوه الفقيرة الغاضبة سماسرة المعارضة، يجرحون حناجرهم بالصياح اليوم، ليحولوا من شهيد التعذيب مادة انتخابية، يجنون من ورائها مقعداً بالبرلمان، أو تصريحاً صحفياً ساخناً يصعد بهم لصدارة الصفحات الأولى من جرائد الغد.. لنقرأها أنا وأنت فى الصباح، وإن تكبدنا عناء التعليق فلن يكون أكثر من نظرة بلهاء إلى العدم، مسبوقة بعبارة: حسبى الله ونعم الوكيل.

قطعاً لا أعرفه، لكنى أعرف جيداً من سيشجبون ويعربون عن بالغ القلق، وماذا سيحمل سفراؤهم ودبلوماسيوهم من ورق، حين يأتون ويحققون، وأعلم جيداً ثمن صمتهم مستقبلاً، معبراً يغلق، أو سفينة حربية تمر بسلام من قناة السويس، أو أوكازيون على الغاز المصرى لإسرائيل أو غير ذلك.

قطعاً لا أعرفه، لكنى أعلم أن كلانا معرض للمصير ذاته، طالما ارتضينا الظلم، واكتفيت أنا بأن أكتب، وآثرت أنت أن تقرأ لى.. لا أعرفه، لكنى أعلم أنه لم يكن الأول، وأبداً لن يكون الأخير.. وأدرك أن الحلول المتاحة لن تغير وزيراً ولن تقلب نظام حكم.. ومهما تفاءلت فإن إعدام الجناة لن يغير موروث العبث الذى يسكن علاقة رجل الشرطة والمواطنين.. وربما نصادف اليوم الذى تعتمد فيه الداخلية خدمة "توصيل التعذيب للمنازل والشوارع"، ليصلب المتطاولون على أعمدة الإنارة كقتيل "كترميا" اللبنانية.

أنصحك بالابتعاد عن الـ"يوتيوب"، والبانجو فهو لم يعد مادة مخدرة رديئة كما يزعم الجميع، وإنما أداة قتل فتاكة، وتجنب اللماضة مع أبناء وزير الداخلية "الحبيب".. أما أنا فلو سئلت يوماً عن خالد، سأجيب: البانجو يا باشا، ضار جداً بالصحة "ويسبب الوفاة".. وخالد أنا كتبت عنه جملة واحدة "قطعاً لا أعرفه".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة