يسلط معسكر النظام الحاكم الأضواء على ما يرونه بهتاناً، مطباً لتيار التغيير، سوء القصد هنا هو الأساس لمطب أكثر ما يوصف بة أنه "وهم تصاحبه فرحة" لدى أصحاب الجعبة التى فرغت.
الجمعية الوطنية للتغيير التى تضم كل التيارات الساعية للديمقراطية كمدخل واسع للإصلاح، ليست حزباً وبرنامج عملها يقتصر على الإصلاح السياسى، البرامج تقتصر على الأحزاب وهى المسئولة عن تجهيز خطط مفصلة لإدارة شئون الدولة إذا وصلت للحكم، كل فى حدود أيديولوجيته التى تأسس عليها، لقد أضاع النظام غير الديمقراطى فرص الأحزاب فى التأسيس الحر والنمو، لقد وضع النظام كل أنواع القيود على الفعل الديمقراطى السلمى واكتفى بحرية الكلام، لقد تم إقصاء الشعب عن كل أنواع المشاركة فى الحكم والرقابة على الحكام وأصبح الشعب هو الخادم لحكامه.
عندما يسلط معسكر الحزب الحاكم الأضواء بفرحة وشماتة على سؤال "وماذا بعد التغيير؟"، متناسين أن هذه ما هى إلا مرحلة تصعيد الضغط الشعبى السلمى على النظام من أجل الديمقراطية الكاملة، وبتحقيقها تبدأ مرحلة تالية لها وهى "مرحلة الحكم الانتقالى"، ستكون أهداف هذة المرحلة هى اكتمال الضمانات اللازمة لانتخابات نزيهة ونشاط سياسى حر للأحزاب وسط الجماهير وإزالة معوقات الديمقراطية التى أسس لها ترزية القوانين، سواء فى صورة البنود المعيبة ديمقراطياً فى الدستور أو فى صورة المد التعسفى لقانون الطوارئ، هنا تكتمل فى عرف المخلصين لهذا الوطن، الفرصة الحقيقية أمام الشعب للبدء فى الاهتمام بنشاط الأحزاب الحرة ومناقشة برامجها والتعرف على شخصياتها.
لن يتم هذا إلا فى ظل حكم المرحلة الانتقالية، الذى يتوجب أن يكون محايداً وغير حزبى بالمرة وأيضاً فى ظل تعهد معلن أمام الشعب بتطبيق كامل للديمقراطية بنهاية الزمن المتفق عليه بالتراضى لهذه المرحلة الانتقالية.
بنهاية فترة الحكم الانتقالى، تعقد الانتخابات النزيهة التى استعد لها الشعب والأحزاب لتقرر شكل الحكم الذى سيقود مصر بقوة الشرعية غير المطعون عليها.
إن الإخلاص لمصر يقتضى منا جميعاً أن نقر بأننا نسعى لطريق النهضة وليس لألاعيب الصغار الذين يحولون الحلبة السياسية إلى "لعبة الاستغماية"، من المعلوم أن كل شىء له أصوله وتجاهلها يتضمن التباهى بوجود عدد كبير من الأحزاب معظمها، وهمى والباقى تقريباً معطل أو مخترق بالمخربين، إن الحياة السياسية الرسمية مقيدة بكل الصور ويتم الاحتفاظ بها لمجرد اكتمال الديكور الديمقراطى.
الأمل فى الله أن يقود أمورنا للتطور باتجاه حكم المرحلة الانتقالية المحايد غير الحزبى من أجل مستقبل الديمقراطية والنهضة، إن هذا الانتقال المنظم للسلطة هو السيناريو الأفضل فى ظل خطر حدوث الثورة الشعبية تحت ضغط الظروف الاقتصادية التى تزداد تردياً مع الوقت ولا حيلة لهذا النظام الضعيف المتهالك معها.
من أجل مستقبل النهضة فى مصر لابد أن نقاوم جميعا سيناريو التوريث، فلا صلاح لمصر إلا بحكم ديمقراطى قوى رشيد اختاره الشعب بإرادته الحرة، إن سيناريو التوريث سواء البيولوجى المباشر للسيد جمال مبارك أو السياسى غير المباشر لشخصية من العصبة الحاكمة لن ينتج عنة إلا مسخ من حكم ضعيف يتوارى ولا يواجه، غير قادر على اتخاذ القرارات الصعبة لتحويل الدفة جذرياً إلى اتجاه نهضة مصر، سيفرز سيناريو التوريث مجرد حكم يستند على التزوير ليحصل على الأغلبية النيابية الساحقة فيسيطر على السلطة التشريعية ويوظف القبضة الأمنية فى ظل قانون الطوارئ لتخنق حركة معارضة فى ظل حالة طوارئ لا يمكنة العيش بدونها ويخترق السلطة القضائية بشتى الوسائل الخبيثة، لن يستطيع مثل هذا الحكم أن يعيش بدون روافعه التى تبقيه قائماً.
من أجل مستقبل النهضة فى مصر، ندعو الله أن ينجح تيار التغيير فى تصعيد الضغط على النظام إلى النقطة التى ينصاع فيها لخيار التوافق مع معارضية من طلاب الحرية والديمقراطية على سيناريو "مرحلة الحكم الانتقالى".
أستاذ بطب القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة