غطت ردود الأفعال الإقليمية والدولية على صفعة الحرية الإسرائيلية الفضاء الإعلامى، العربى والعالمى، على مدار الأيام القليلة الماضية، تلك التى تراوحت ما بين تصريحات الشجب والإدانة العربية- كالعادة- والتساؤل الغربى: هل سيتغير شيئا على أرض الواقع؟.. أم أن النسيان سيطوى ذكرى القتلى الذين سقطوا وهم يسعون إلى فك الحصار عن غزة كما طوى النسيان غيرهم من قبل؟، وهو السؤال الذى ما زال خيار النسيان هو الأقرب للجواب عليه حتى الان، حيث لم تحمل مجريات الأحداث أى جديد بعد.
صفعة الحرية الإسرائيلية الجديدة على وجه الإنسانية لم تعدو فقط كونها جريمة جديدة مضافة إلى سجل التاريخ الإجرامى الحافل لحكومات الإحتلال المتعاقبة، بل هى أيضا رد فعل عملى من جانبها للتأكيد مجددا- وللجميع- على أنها"فوق القانون" حتى وإن كان يتمتع بصفة "الدولى"، ذلك فى ظل حماية (الفيتو) الأمريكى، حيث جاءت"رياح السماء" لتؤكد من جديد على زيف حقيقة الشريك "النزيه" فيما بعد التمادى والدعم العلنى المتواصل من جانب إدارة الرئيس أوباما لحكومة نيتانياهو رغم كثرة ما أطلقته من وعود ظلت تعانى عجز التحول إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع كغيرها مما سبقها.
هبت الـ"ريح" كرد فعل على التحول الجديد فى وجهه السياسة التركية الخارجية منذ عملية "صب الرصاص"، بل وربما لتكشف لتركيا عن رهانها الخاسر على حلفائها الجدد من الدول العربية، التى مازلت تبحث فى نفسها عن معانى الإصلاح والمصالحة والوحدة، ذلك إلى جانب الكثير غيرها ممن مازال البحث جارى عنها.
لقد كشفت الـ"رياح" العديد من الحقائق، لعله يأتى على رأسها: مدى التخبط الذى تعانيه إدارة اليمين المتطرف الإسرائيلية، التى راحت تبحث عن المبررات الواهية لأخطاء سياسيها وقادة جيشها وتزييف الحقائق كعادتها، استمرار العجز الأمريكى أمام سيل الأزمات التى تعمد إلى خلقها حكومات الاحتلال المتعاقبة.
وعدم جدوى المفاوضات، سواء المباشرة أو غير المباشرة مع إسرائيل، خاصة تحت المظلة الأمريكية، ومن ثم ضرورة البحث عن بدائل عربية ملائمة لطبيعة المرحلة القائمة ومجريات الأمور.
إثبات ما بات ضرورة فلسطينية ملحة من إتمام ورقة المصالحة المصرية، وتنحية الخلافات جانبا بين مختلف الفصائل حول سلطة زائفة على أراضى مازلت محتلة، ومن ثم عودتها مجددا إلى صفوف المقاومة، التى ظلت كورقة ضغط فاعلة دائما فى يد المفاوض الفلسطينى.
مجمل القول إن إسرائيل لم تزل تقدم، وعن طريق الخطأ، براهين إدانتها واستمرار تحديها الواضح للمجتمع والرأى العام الدولى، كذا تقديم نفسها من جديد كمهدد لمبدأ الأمن والسلم العالميين، وهو ما ينبغى ضرورة العمل وبجهد أكبر هذه المرة نحو إعادة صياغة الكلمات فى مجموعة من خطط العمل العربى الجماعى المشترك الهادف إلى فضح زيف ادعاءات العدو الإسرائيلى، وإعادة إنصاف القضية واستعادة حق الشعب الفلسطينى فى أرضه المسلوبه منه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة