قال الناقد الدكتور حسام عقل، إن المجموعة القصصية "مذاق الدهشة" للقاصة هدى توفيق، تنبأ بوجود قاصة جادة وموهوبة لديها القدرة على إحداث تغيير فى المشهد القصصى المصرى، ولكنها – أى المجموعة – تفتقر للعديد من التفاصيل فى رسم شخصياتها مما جعلها أشبه بالمخاطرة، لذلك طالب "عقل" من "توفيق" بأن تسهب من التفاصيل فى أعمالها القصصية القادمة حتى تقوى على منافسة كتاب جيلها الحالى من الشباب.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الاثنين بورشة الزيتون، لمناقشة مجموعة "مذاق الدهشة" الصادرة عن دار شرقيات للقاصة هدى توفيق، وحضر المناقشة كل من الناقد الدكتور حسام عقل، الناقد سيد الوكيل، الناقد الدكتور محمد إبراهيم طه والناقد حسن سرور، وأدار اللقاء الشاعر شعبان يوسف.
وأضاف عقل، هدى توفيق تكتب وعينها على الرمز أو الأسطورة وهذا النهج فى الكتابة القصصية له عدة أخطاء من بينها احتمالية الخروج عن البناء القصصى، كما أن مساحة التفاصيل فى هذه المجموعة تحديدا كانت صغيرة للغاية وافتقدتها بشدة وهذا يدل على نزعتها لقص الزوائد واستبعاد التفاصيل.
وأشار عقل إلى أن توفيق أكثرت فى مجموعتها الأخيرة من استخدام الأسلوب الشعرى ظنا منها أنها بذلك تجذب القارئ وتدفعه لاستكمال النص، ولكن هذا أضاع قوة البناء القصصى وأخل به، وأوضح أن أكثر القصص التى نالت إعجابه هى قصة "رائحة الخبز" لاحتوائها على جزء كبير من التفاصيل التى افتقدها فى بقية قصص المجموعة.
وقال شعبان يوسف، إن المجموعة استطاعت أن تحتل ركن هام فى الساحة القصصية الموجودة الآن، لأنها تتمتع بلغة شعرية ومجازية إلى حد كبير ويغلب عليها الطابع النثوى.
وقال سيد الوكيل إن المجموعة ثمثل نقلة حقيقية فى حياة هدى توفيق الأدبية، وتجعلنا أمام مجموعة من العلاقات الصغيرة الخاصة بالكاتبة.
وأضاف الوكيل أن توفيق استطاعت أن تحل مشكلة اللغة لديها بسلاسة شديدة على عكس أعمالها السابقة التى كانت تعانى فيها من التكرار والرتابة، أما فى هذا العمل فهى أثبتت أن لديها وعى جمالى باللغة ومفرداتها.
وأوضح الوكيل أنه على الرغم من تكرار بعض المفردات إلا أنها كانت تعطى معانى جديدة فى كل جملة تورد فيها، وأضاف أن توفيق لا تشغلها القضايا النثوية فى كتاباتها بشكل أساسى كغيرها، ولكنها تكتب عن ذاتها وبالتالى تعكس أحوال الكثير من النساء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة