مبدعون: "عياد" انطوى على نفسه بعد فشل مجلته

الثلاثاء، 15 يونيو 2010 09:38 ص
مبدعون: "عياد" انطوى على نفسه بعد فشل مجلته الناقد الراحل الكبير شكرى عياد
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة لليوم السابع إن حالة من الانطواء والانعزال سيطرتا على الناقد الراحل الكبير شكرى عياد بعد أن فشل فى إصدار مجلته "النداء الجديد" التى أراد أن تعبر عن الجماعة الأدبية التى شكلها وتحمل نفس الاسم، وأكد أبو سنة أن توجهات هذه الجماعة والأفكار التى كانت ستحملها المجلة ربما كانت متجاوزة لتلك المرحلة الديموقراطية، وهو ما أعاق صدورها.

وأضاف أبو سنة: عياد كان شديد الحذر فى تعاملاته النقدية، لأنه كان يقظ الضمير، إلى حد كبير، وابتعد عن الحياة الثقافية فى الأيام الأخيرة قبل رحيله، لكن معرفتى الكبيرة تؤكد لى أنه من أبرز النقاد الذين قادوا مرحلة الإبداع خلال السنوات الأربعين الماضية.

وقال أبو سنة: أكن احتراما خاصا لهذا الناقد الكبير شكرى عياد الذى عرفته فى الجمعية الأدبية المصرية حيث كان عدد كبير من الشعراء والأدباء والنقاد يشتركون فى ندواتها، وكان عياد من أبرز أدبائها بجانب فاروق خورشيد وصلاح عبد الصبور وعبد القادر القط وثروت أباظة، كما كان يتمتع بميزات خاصة من أهمها أنه كان يكتب الشعر فى بداية حياته، وربما استمر لفترة طويلة فى كتابته، وكان معروفا بكتباته للقصة القصيرة إضافة لكونه ناقدا متميزا سواء فى مجال التنظير كما تشهد بذلك كتبه ومنه كتابة دوائر الإبداع، وتشهد على ذلك مقالاته التطبيقية خاصة كتابه "الرؤية المقيدة".

وأشار أبو سنة إلى أن عياد كتب عنه دراسة عن ديوانيه "قلبى وغازلة الثوب الأزرق" و"حديقة الشتاء" ومسرحية "حمزة العرب" ونشرها فى مجلة الطليعة التى كان يرأس تحريرها الأستاذ لطفى الخولى.

وتطرق أبو سنة إلى اهتمام شكرى عياد بجيل الستينات لأنه كان مشرفا على الملحق الثقافى لهذه المجلة، ونشر استطلاعا أدبيا حولهم، تناول خلاله شهادات أبناء هذا الجيل من الروائيين والشعراء، ويضيف أبو سنة: كان هذا شيئا متميزا فى تلك المرحلة أنه التفت إلى جيلنا بكثير من الاهتمام والوعى، ومن ذلك الاهتمام أنه نشر لى كتابى "فلسفة المثل الشعبى" الذى صدر ضمن سلسلة المكتبة الثقافية سنة 1969 وكان وقتها يشرف على هذه السلسلة، كما اقتربت منه عندما عملت فى إذاعة البرنامج الثانى وكنت أقدم برنامج مع النقاد، ودعوته مرات كثيرة للمشاركة فى مناقشات هذا البرنامج، وأذكر من أواخر الندوات التى قدمتها فى هذا البرنامج ندوة حول ديوانى "تأملات فى المدن الحجرية" ومن حسن الحظ أنه قد شارك فى هذه المناقشة وأحد أقطاب الدراسات الأندلسية الدكتور عبد العزيز الأهوانى الذى توفى بعد قليل من مشاركته هذه، وكان هذا تسجيلا تاريخيا جمع بين شكرى عياد والأهوانى والدكتور طه وادى.

وقال الناقد عبد الناصر حسن إن عياد أحد رواد النقد الأدبى، ومن رواد الدراسات الأدبية، وقدم أعمالا ودراسات أدبية عميقة، جمعت بين الإلمام بالتراث العربى، وبين الحداثة فى أبهى صورها، ويكفى أن نقرأ له كتاب "دائرة الإبداع" حتى نقف على مفهوم الإبداع بين المؤلف والنص والقارئ، وله كتاب عن الدراسات الأسلوبية استطاع فيه أن يكشف عن الآليات التى يعتمد عليها المنهج الأسلوبى فى دراسة النص الأدبى.

وأكد حسن على أن عياد لم يقف فقط عند النقد التنظيرى، وإنما تعدت إسهاماته إلى التطبيقى أيضا حيث قدم عددا من الدراسات النقدية لعدد من الشعراء، وكان معنيا بالتأسيس الفكرى للنقد الحديث.

وقال حسن: أصبحت واحدا من تلاميذه رغم تخرجى من جامعة عين الشمس، وكان الدكتور عز الدين إسماعيل يقول لى أن الدكتور شكرى عياد والدكتور محمود مكى الوحيدان اللذان كانا يقضيان فى المكتبة فترات طويلة، فقد ظل عياد يكافح ويقرأ طيلة حياته.

فيما أشار الروائى يوسف القعيد إلى أنه كان ناقدا نظريا أكثر منه ناقد تطبيقيا، وكان ينظّر لدوائر الإبداع وللبطل فى الأدب والأساطير، لكنه لم يكن ناقدا تطبيقيا بمعنى أن يكتب عن أعمال بعينها، وعاصر على الراعى الذى لم يكن ينظر، لكنه كان يطبق على أعمال أدبية.

وأكد القعيد على أن عياد كان قلقا لذلك كتب السيرة الذاتية، وكتب التنظير الأدبى وترجم أعمالا مهمة، وهذا شكل من أشكال القلق الذى يجعل صاحبه يتنقل بين أكثر من شكل أدبى.

ويشير القعيد إلى انتماء عياد إلى "الجمعية الأدبية المصرية" التى ينتمى إليها عز الدين اسماعيل، وعياد، وأحمد كمال ذكى، فاروق خورشيد ، ويليام الميرى، وقال القعيد: هؤلاء جميعا كانوا يجتمعون فى 4 شارع قولة بعابدين، والوحيد الذى لمع لمعان غير عادى كان صلاح عبد الصبور، وأدى هذا اللمعان إلى التغطية عليهم وعلى شكرى عياد.

ويؤكد القعيد على أن عياد كان معتزلا للحياة شديد الحذر، لكن ذلك تغير فى آخر سنوات عمره، حيث قرر الانفتاح على الحياة، وعمل جريدة، وتكوين جمعية.

ويحكى القعيد كيف اتصل به أول مرة عندما تم تكليفه بإبلاغه نبأ وفاة صلاح عبد الصبور المفاجئة، ويومها أخذت أرقامه من أجندة صلاح عبد الصبور، وكان له نمرتين واحدة فى المعادى وهو منزله، والأخرى فى المهندسين وهو مكتبه، وعندما اتصلت به قلت له: أنا آسف يا دكتور شكرى هبلغك خبر سخيف جدا وهو وفاة صلاح، فقال لى: صلاح مين أوعى يكون صلاح عبد الصبور؟ كانت صدمته شديدة، وسألنى عن الظروف، وأسباب الوفاة.

ويشير القعيد إلى أن علاقته بعياد كانت ملتبسة، لأنه لم يعجبه التزامه الاشتراكى فى الكتابة، وكتب عن القعيد فى كتابه "مناهج النقد الأدبى" وتحدث عن الكتاب الملتزمين بالواقعية الاشتراكية فى كتابتهم، واستغرب من التزام القعيد الاشتراكى، وقال إنه أكثر من يمثل هذا الاتجاه فى الكتابة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة