قال الشاعر كريم عبد السلام ،أبحث دائمًا عما يبقينى حيًّا، ولا أبحث عن الموضوع، حتى ولو كان الغالب على السياق فى ديوانى "قصائد حب إلى ذئبة" هو الحب الحسِّى، ولكنى فى الحقيقة أعتبر أن الشعر هو رغبة للبقاء على قيد الحياة.
جاء ذلك خلال الجلسة النقدية التى عقدت مساء أمس الاثنين، بحزب التجمع، لمناقشة ديوانه "قصائد حب إلى ذئبة" ، والتى شارك فيها كل من الشاعرين عاطف عبد العزيز وعماد غزالى والكاتب أسامة عرابى.
وأضاف "كريم عبد السلام" دائمًا أندهش من قدرة كثير من البسطاء ممن لا يعرفون حتى القراءة أو الكتاب على الصمود والبقاء أحياء فى ظل أوضاع غاية فى التعاسة والبؤس، وكثيرًا ما تمثلت تلك الشخصيات فى قصائد كاملة برغبة تسأل دائمًا: كيف يظل هؤلاء على قيد الحياة؟، فالشاعر دائمًا يتعلق بما يبقيه حيًّا سواء كان ذلك معتقدا أيديولوجيًا أو كتابًا مقدسًا، أو شخصًا يصله بالحياة ، وأعتقد أن قصائد ديوانى " قصائد حب إلى ذئبة" كتبت برغبة وإصرار فى البقاء على قيد الحياة، وربما يكون المدخل غريبًا ولكنى لا أهتم فى الحقيقة لأننى أرى الشعر اختيارا شخصيا لا يمكن لأحد أن يفرضه على آخر، ولا يمكن كذلك لأحد أن يتبناه بالتبعية، وربما يأتى النتاج جيدًا أو لا، ولكن القصيدة هى مشروعى للبقاء حيًّا بأشكال وأطر مختلفة.
وفى كلمته قال الكاتب أسامة عرابى أن كريم عبد السلام أورد فى ديوانه ألفاظا ومفردات لا يوردها أحد من شعراء قصيدة النثر الحاليين، الأمر الذى دعا عددا من الشعراء والنقاد الحاضرين إلى التأكيد على أن نجاح الشاعر هو أن يضع مفرداته فى سياق وإطار القصيدة.
وقال الشاعر والناقد عماد غزالى: برأيى أن ديوان "قصائد حب إلى ذئبة" محير جدًا، فالشاعر يجعلك كقارئ وليس كناقد تعيد النظر والقراءة فى أعماله مرة ثانية، ويقدم رؤية جديدة فى كل قصيدة فى الديوان.
وأضاف غزالى أن "عبد السلام" يتكئ بشكل كبير جدًا على عالم الغريزة فالألوان والروائح بارزة جدًا، وهناك ميل دائم لمحاولة تضييق العالم، ويركز على جسده وذاته وعلاقاته الخاصة جدًا، التى تجد ضالتها فى التوحد بالأنثى، كما أنه يجسد فى ديوانه نوعا من التضرع لعالم الأنثى وحواسها ومفرداتها، ففى قصيدة "حزن ما بعد الغرام" هناك حالة شعرية تجسد علاقة الحب مع جسد الحبيبة وفعل الحب عندما تخاطب الحبيبة الشاعر وتقول "بإمكانى ألا أطلقك.." فهناك نوع من التمازج بين لحظة اللقاء وتأجج الحياة والقدرة على هزيمة الموت.
وقال الشاعر عاطف عبد العزيز كلما قرأت الديوان لأكتب عنه، وجدت ما يمنعنى من الكتابة عنه، فكلما أردت أن أكتب سطرًا وجدت نفسى بحاجة لقراءته مرةً أخرى، مما يجعلنى أنتشى، وأعود لقراءة الديوان مرة ثانية.
وتابع عبد العزيز إن "عبد السلام" يريد أن ينبهنا بأن الذئب هو جزء أصيل فى داخلنا، فالحالة الذئبية للإنسان هى حالة الرغبة دون مناورة ودون تخطيط، فالحب عند الذئبة هو الحب الأنقى وبرئ من الخطة والتدبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة