انتقد الناشط المصرى سعد الدين إبراهيم، فى مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، تخلى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما عن إحلال الديمقراطية فى دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر ولبنان والكويت، مشيراً إلى أن عدداً متنامياً من أبناء الشرق الأوسط يفتقدون النهج الذى اتبعه الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش فى تأييد الديمقراطية وحث العرب على محاربة الاستبداد.
وأضاف إبراهيم، المدافعون عن الإصلاح فى لبنان ومصر والكويت شعروا بأنهم مخولون للحث على تحقيق الحريات خلال سنوات حكم بوش، ولكن "لسوء الحظ، تأييد بوش القوى للديمقراطية تناقض مع تخلى أوباما عن هذه القضية الحساسة"، على حد تعبير إبراهيم.
وقال إبراهيم فى مقاله المعنون "أوباما ودود للغاية مع الطغاة" إن النهج السياسى الذى تبناه بوش لم يلق استحسان وقبول الجميع، ولكن خطابه اللغوى المثابر وجهوده أسفرت عن تحقيق بعض النتائج، مضيفا، بين عامى 2005 و2006 أجريت 11 عملية انتخابات محتدمة فى الشرق الأوسط، فى العراق، وأفغانستان وفلسطين ولبنان والكويت والأردن واليمن ومصر وموريتانيا. ورغم أن هذه الانتخابات افتقرت إلى الكمال، إلا أن الآلية الاجتماعية والسياسية غير المسبوقة، وإطلاق العنان للرغبة الملحة لإحلال التغيير الديمقراطى.
وتابع سعد الدين إبراهيم، ظهر هذا جليا فى الصور التى رفعت فيها نساء العراق المبتهجات بفخر أصابعهن المصبوغة بالحبر، ليتبع ذلك، صور المقترعين من صفوف المعارضة المصرية وهم يتسلقون السلالم للدخول إلى مراكز التصويت بعدما حاولت قوات الشرطة سد الأبواب.
وبرر إبراهيم وجهة نظره هذه قائلا إن "جماعات المعارضة السلمية انتشرت فى مصر خلال فترة حكم بوش؛ شباب من أجل التغيير، وفنانون من أجل التغيير، وقضاة مصر المستقلين، وربما حتى حركة كفاية الشهيرة. وأضاف "للحق، تراجع بوش بالفعل عن تأييده للإصلاح العربى فى فترة حكمه الثانية، ومع ذلك ظلت صورة دعمه قائمة". وتساءل "لماذا أبعد أوباما نفسه عن تأييد سلفه للديمقراطية؟ وكانت النتيجة غير المفاجئة أن النظام لجأ إلى اعتقال ومضايقة المنشقين السياسيين.
وانتقد إبراهيم استجابة واشنطن الباهتة حيال تمديد النظام لقانون الطوارئ، والذى حكم بموجبه على مدار 29 عاما، موضحا أنها لم تعلق على منع المظاهرات السياسية ومحاكمة المدنين فى محاكمات عسكرية، وقال رغم تعهداته بإحلال التغيير فى جامعة القاهرة فى شهر يونيو من العام الماضى، تراجع أوباما وتبنى سياسات الحرب الباردة فى تفضيل الاستقرار وتأييد "الطغاة الودودين".
وأضاف: تعتقد الإدارة الأمريكية على ما يبدو أن تعزيز علاقاتها مع مبارك سيشجع بدوره مصر على أن تلعب دورا أكثر حيوية فى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن حقيقة الأمر لم يدفع مبارك عملية السلام قدما بعد ما حققه الرئيس أنور السادات فى سبعينيات القرن الماضى، بل ضيق النطاق على المدونين الشباب المدافعين على الديمقراطية، ومن المقرر أن تجرى مصر عمليتين انتخابات خلال الـ18 شهر المقبلين، من شأنهما إعادة تشكيل مستقبل الديمقراطية فى أكبر دولة شرق أوسطية فى المنطقة.
وختم سعد الدين إبراهيم، مقاله قائلا إن المصريين ليسوا فقط محبطين بل يشعرون بالدهشة لما يحدث من ترويج للاستبداد فى هذه الدولة، وما تحتاجه مصر الآن رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى مفادها أن الشعب المصرى يستحق انتخابات حرة وعادلة وشفافة.
سعد الدين إبراهيم لـ"واشنطن بوست": أوباما صديق الطغاة تخلى عن إحلال الديمقراطية فى مصر.. وكثيرون يفتقدون حكم بوش الابن
الثلاثاء، 15 يونيو 2010 04:10 م