بعد تزايد حالات الانتحار بين الشباب هذه الأيام نجد أن دوافعهم تتأرجح بين الاعتراض بصورة بارزة وصمت مدوٍ يصم الأذان من شدته ليس الانتحار ذاته هو الهدف، وإنما توصيل رسالة عجز عن إيصالها، فلم يجد آذانًا صاغية أو عقولاً متفتحة أو أناساً يشعرون به أو يحسون بوجوده أنه الضعف فى أقوى صوره أن تجد نفسك وحيداً بين ثمانين مليون مواطن. فماذا تفعل هل تكلمهم أو تشكوا إليهم أم تسب أو تلعن أو تصرخ لحظة. لا أحد يسمعك فمن أنت لا أحد يصغى إليك هتتجول فى الشوارع مثل الحيوانات الضالة وتسد جوعك من القمامة فهى الشىء الوحيد المتاح بوفرة فى هذا البلد ماذا تفعل للفت الانتباه، أنا هنا هل ترانى أنا بجوارك ألا تشعر بى !!!!!
أنا إنسان مثلك ذو لحم ودم وأحاسيس واحتياجات، ما الفرق بينى وبينك، كيف أراك ولا ترانى، كيف أشعر بك ولا تحس بوجود، انتظر فقد بدأ صبرى ينفد، مازالت لا تسمعنى، آه أخيراً شعرت بى، بعدما صرت غير موجود، ما هذا هل أنا فقط مجرد صورة الشاب المعلق من رقبته بكوبرى العشاق، هل هذا ما أمثله لك. انتحر من أجل حبيبته التى تعرف رسالتى كيف إنها مكتوبة بدمى وبدمى من سبقونى .. آه وآه إنكم لم تقرأوها فيما مضى فكيف تقرأوها الآن.
إن القصة لم تنتهِ بانتحارى يا سادة، وإنما بدأت، نعم إنه رد فعل سبلى على تجاهل المجتمع لأبنائه، نعم إنها رسالة صامتة ولكنى مدوية وتصم الآذان، نعم قد تكون بشعة وتخلع القلوب من الأبدان، ولكنها ليست الأخيرة، فهناك الملايين ينتظرون دورهم، فهل من منقذ لهم أم يأكل المجتمع بعضه بعضاً، فالقادم على هذا المنوال أسوأ وأخطر وأعنف، إلا إذا.. نعم إلا إذا تداركنا الأسباب وتعاونا، وأدى كلنا منا دوره فنحن فى سفينة واحدة والموج عاتٍ.. ولابد من سبيل للنجاة، ونستطيع النجاة، فالأمر بأيدينا، فقط إن أردنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة