من المعروف أن إشارة البث التلفزيونى الكهرومغناطيسية نظرا لارتفاع ترددها يجب أن تصل من المرسل إلى المستقبل بطريق مباشر - تجاوزا مثل الضوء - حيث إن الضوء المرئى ليس له القدرة على اختراق الحواجز مثل الموجات الكهرومغناطيسية، ولكنهم متشابهون فى الأماكن المفتوحة والفراغ.
لذلك لاستقبال الإشارة التلفزيونية لابد أن يكون التلفزيون قريب من محطة الإرسال بمسافة لا تزيد عن 50 كيلومتر، فإذا زادت المسافة يجب أن نقوم بعمل محطة تكرار أو ريبيتر، وهكذا حتى تصل الإشارة إلى كل المناطق المراد تغطيتها.
هذا الأمر مكلف جدا فكان الحل هو الأقمار الصناعية ذات المدار الثابت أو المدار المتزامن، حيث يتم الإرسال من محطة الإرسال عبر الأطباق موجهة الإشارة المرسلة إلى القمر الصناعى المراد البث منه، وهو بدوره يقوم بتكبير وتغير تردد الإشارة المستقبلة إلى تردد الإشارة النازلة التى يتم استقبالها على الأطباق المنتشرة فى منطقة تغطية القمر أو الفوت برنت، ومنه إلى جهاز الريسيفر ومنه إلى التلفزيون.
الإشارة فى الأقمار الصناعية القديمة كانت بالنظام التماثلى، ولذلك كان سهل التشويش عليها أما الآن فى النظام الرقمى، وهو نظام معقد جدا، أصبح من الصعب التشويش عليه. إذا ما الذى حدث؟
الواقع أن فى أنظمة الاتصال الفضائى عدة عيوب الذى يخصنا منها هو أن هناك ظاهرة تسمى الظاهرة الشمسية، وما الظاهرة الشمسية؟، هى عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تأتى من الشمس، فإذا صادفت زاوية سقوطها نفس زاوية سقوط إشارة القمر الصناعى حدث تعتيم كلى أو جزئى للقنوات الموجودة على القمر أو القنوات المبثوثة من محطة بعينها، متى وافق ذلك زاوية القمر والطبق والشمس فينقطع الإرسال لمدة قصيرة أو يتشوش، ويعود ثانية بعد فترة قصيرة هى تقريبا الفترة التى حدث فيها تشويش لمحطة الجزيرة، خاصة أن الوضع الآن البث من جنوب خط الاستواء والشمس شمال خط الاستواء، وطبعا من المعروف أن القمر على ارتفاع 36 ألف كيلو متر فوق خط الاستواء.
*خبير اتصالات وكمبيوتر.
مهندس محمد صالح يكتب: من وراء التشويش على قناة الجزيرة؟
الإثنين، 14 يونيو 2010 07:01 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة