يلتقى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مساء اليوم بشرم الشيخ الرئيس أبو مازن، لإطلاعه على ما حدث فى غزة ويتباحثان حول المصالحة وفتح معبر رفح قبل أن يلتقى الرئيس الفلسطينى الرئيس مبارك غدا.
يأتى هذا فى الوقت الذى تعرضت فيه زيارة موسى لغزة لانتقادات شعبية على الرغم من ترحيب كبار قيادات حماس بالزيارة، ففى عزبة عبد ربه بجباليا شمال القطاع، قال أبو محمد عبد ربه (45 عامًا): "منذ توقف العدوان عام 2009، نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا.. لا يهمنا الكلام، نريد خطوات عملية لإعادة الإعمار وكسر الحصار و"قبل ذلك جاء الأمين العام للأمم المتحدة، وقال كلامًا اعتقدنا معه أن الحصار انتهى، ومشكلتنا أصبحت من الماضى، ولكن بقى أمرنا على حاله، وعلى الرغم من أن موسى وعد المتضررين وأصحاب المنازل المدمرة فى عزبة عبد ربه بأن مواد البناء ستدخل قريبًا غزة، قال فى وقت لاحق خلال لقاء مع منظمات المجتمع المدنى؛ إن ملف أموال الإعمار مرتبط بإنجاز المصالحة.
أثارت تصريحات موسى مشاعر عدد من المشاركين فى اللقاء، وتساءل ممثل المجلس التنسيقى لإعادة إعمار غزة: "لماذا ربط ملف الأموال والأعمال بتحقيق المصالحة؟! لماذا نضع المواطنين والمشردين رهائن لهذا الفصيل أو ذاك؟".
كما رفع المواطن كمال أبو ندى لافتة احتجاجية على زيارة عمرو موسى؛ كتب عليها: "لقد جئت متأخرًا.. جف دمنا".
وقال أبو ندى الذى يعمل مديرًا لجمعية بنك القدس للثقافة والتنمية والمعلومات فى قطاع غزة على باب الفندق موجهًا حديثه إلى موسى: "لماذا جاء؟ لقد جاء ليرفع الحرج عن نفسه لا من أجل مساعدة الشعب الفلسطينى".
الدكتور عادل سمارة المحلل السياسى اظهر مخاوف من انعكاسات سلبية للزيارة، معتبرًا أن زيارة موسى جاءت لواحد من سببين، فهى إما جاءت لتنفيس حالة الاحتقان والغضب تجاه مجزرة الاحتلال بحق "أسطول الحرية"، وإما تحمل رسالة تحذير إلى غزة من احتضان المقاومة، واستخفَّ سمارة بحديث موسى عن كسر الحصار، مذكِّرًا بأن موسى قال قبل عامين نفس الكلام عن كسر الحصار، متسائلاً: "ماذا حصل؟! لم يحصل أى شىء؛ استمر الحصار وحدث العدوان".
بدوره قال الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية فى جامعة النجاح الوطنية، لموقع حماس إن "زيارة موسى ليست مبدئية، وإنما فرضتها الظروف"، "هو أتى فى إطار عملية تنفيس لا بسبب مبدأ" مشيرًا إلى أنه لم يُظهر أى تحد للحصار خلال زيارته.
أوضاف: "لو كان معنيًّا بكسر الحصار لأحضر معه جوال أسمنت كدلالةٍ رمزيةٍ على كسر الحصار، ولو كان جادًّا لطلب تنفيذ قرار القمة العربية كسر الحصار، وهو القرار الذى نتساءل: لماذا لم يُنفَّذ"؟.
وانتقد ربطَ موسى تنفيذ إعمار غزة بتحقيق المصالحة، معتبرًا أن المطروح هو دفع الكل الفلسطينى إلى تقديم التنازلات.
وقال قاسم: "أموال إعمار غزة غير مرتبطة بالمصالحة، وإنما باعتراف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشروط (الرباعية الدولية)"، وأن المطلوب مصالحة مفصلة بمقاسات معينة". رأى أن عمرو موسى ليس صاحب قرار، وإنما يتلقَّى أوامر من أنظمةٍ تشارك فى الحصار على غزة، داعيًا إلى عدم التعويل كثيرًا على الزيارة؛ "لأنه لن يكون لها أى مفعول".
ربط الإعمار بالمصالحة أصاب قيادات حماس بالصدمة..
انتقادات "غزاوية" لزيارة عمرو موسى
الإثنين، 14 يونيو 2010 02:47 م
عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة