فى تصريح جديد مثير للجدل– كالعادة- خرج الأخ العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية، يقول إن أوروبا لم يصنعها الأوروبيون، إنما خلقها الله وليست حكرا عليهم، ودعا المسلمين فى أوروبا للتكاثر وزيادة الإنجاب، مثنى وثلاث ورباع حتى يكون لهم دور فاعل فى القارة الأوروبية، وربما تغيير ديموغرافية القارة، وإلغاء هويتها المسيحية الصليبية، وإشراك الإسلام كهوية وبشر وأفعال مؤثرة وحقيقية على أوروبا والعالم من ورائه..
ورغم أن تصريحه يدعو للتفاؤل إسلاميا، بأنه ربما فى المستقبل القريب أو البعيد، مخرج ما من الأزمة التى يعيشها المسلمون بسبب ضعفهم المزرى، وعدم قدرتهم على التصادم المباشر مع الغرب، الذى يستميت كل لحظة لمحاولة جرهم لصدام حقيقى، فى أى مجال، بسبب تفوقه المذهل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعلميا، وتخلفنا– المذهل أيضا– عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعلميا، رغم وجود تاريخ حافل فى تراثنا وثروات فى أرضنا، وقبلة واحدة تجمعنا، إلا أن تصريحه فى ذات الوقت يدعو إلى الأسف والمرارة..
بات المسلمون يعلقون آمالهم على المستقبل، بأنهم يوما من الأيام سيملأون جنبات أوروبا بوجودهم وإسلامهم، وكالعادة نسوا– أو تناسوا– حاضرهم المزرى، وتخلفهم الحضارى والفكرى والاقتصادى، بالتعويل على نظريات مستقبليه قابلة للتطبيق أو لا.. وعندهم فى كتابهم المقدس أنه لا يعلم الغيب إلا الله.. وقل اعملوا.. ومئات الآيات والدلالات والأحاديث التى استقاها الغرب منا يوما من الأيام، فصنع نهضة عملاقة تتبارى الأمم فى محاولة تقليدها وليس الزيادة عنها..
نفس الفكر، هو الذى يجعل المسلمين مؤمنين بأنهم سينتصرون لا محالة على اليهود فى حرب شاملة، استنادا لحديث موثق صحيح عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، بأن المسلمين سيقاتلون اليهود، وينتصرون عليهم نصرا مؤزرا حتى ليفر اليهودى وراء الحجر والشجر، فينادى على المسلم، ويقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى تعال فاقتله.
هو حديث صحيح، سيحدث لا محالة، طالما قاله الرسول الأكرم المصطفى، وهو لا ينطق عن الهوى، فما كان من المسلمين إلا أنهم ركنوا إلى الحياة الدنيا، مهنئين أنفسهم أننا سننتصر فى النهاية لا محالة، وهو تفكير تتداوله الأجيال المنهزمة منهم جيلا وراء جيل، كل منهم يلقى بحمله الثقيل لمن وراءه، و(ربنا يسهل)..
وصل الحال بالمسلمين، وهم خمس تعداد الأرض، بدلا من أن يقفوا وقفة صحيحة واحدة، لبحث حاضرهم وتطويره، وإرسال صرخة عالية بالنهضة الثانية لهم، ومنافسة الأوروبيين والأمريكان والعالم، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلميا، وانتزاع أراضيهم المسلوبة منهم بالقوة وليس الاستجداء.. وصل بهم الحال أن يعولوا على تكاثرهم ومنيهم فى بلاد الغرب، لعله الأمل الأخير الذى ينقذهم ويجعلهم خلفاء الأرض!!
عماد محمد يكتب: عندهم قنابل نووية.. وعندنا قنابل (منوية)!!
الأحد، 13 يونيو 2010 09:22 م