لم أصدق ما قالته وزارة الداخلية بحكومة حماس المقالة حول اعتقال ضابط مصرى يتجسس على غزة ويجمع المعلومات عن سكانها وسبب عدم تصديقى أن قطاع غزة معروف ومكشوف لكل مصرى مقيم فى سيناء ليس من باب المعرفة بحد ذاتها لكن لأن بين الرفحين المصرية والفلسطينية وثيقة دم لا يمكن نسيانها، هناك مصاهرة ونسب بين الرفحين والدم المصرى فى سيناء وفى فلسطين المحتلة يكبح جماح أى رغبة غريبة لقطع الصلة بين مصر وفلسطينى والتى تربطها حاليا الأنفاق.
قد أصدق أن أحد الضباط المصريين تعرض للخطف من حماس ثم أعيد إلى مصر فورا وباتصالات على أعلى مستوى قد أصدق ذلك لكن لا أصدق أن ضابطا مصريا دخل لغزة لجمع معلومات "معلومات أيه وعلى أيه"، ولعل نفى المصادر الأمنية بسيناء والخارجية المصرية للأمر جلى الحقيقة التى صدقها البعض.
أقول إن غزة هى عمق إستراتيجى لمصر وسيناء وغزة على مدار التاريخ، كانت جزء واحدا لا يفصل بينهما حدود، كان المصريون يتنقلون للتجارة من سيناء إلى غزة بل من محافظات مصرية أخرى إلى غزة عبر الجمال والعودة.
لم يفصل غزة عن مصر إلا الاحتلال الذى فصلها أيضا عن فلسطينى المحتلة وبالتالى فإن غزة نعتبرها مصرية البشر فلسطينية الهوية نقدم لها ما نملك ولا يمكن بأى حال أن تكون حالات فردية لاعتقال فلسطينيين أو خلافات أخرى، "نحن قطعا نرفضها وتحدث مع المصريين أنفسهم" تكون هى الغالبة وهى الأساس وننسى ما قدمته مصر وما زالت تقدمه، لا يمكن أن نغفل دور مصر فى إيقاف حرب غزة ولو استمرت أكثر من ذلك لانهارت حماس.
إننا مع حماس الحركة الفلسطينية للمقاومة والدفاع والتمسك بالحق الفلسطينى والسعى لرأب الصدع والخلاف وضد حماس التى تناور وتحاور فى التوقيع على المصالحة بضغوط أخرى خارجية معروفة من قوى إقليمية مع حماس فى قبول المصالحة، وإن لم تكن تحقق كل الأهداف لكنها مرحلة.
وأذكر الإخوة فى القطاع ورام الله ما حدث قبيل اتفاقية كامب ديفيد عندما رفضوا الحصول على الجزء الأكبر من الأرض مقابل السلام الآن يقبلون بالجزء الأصغر ومع ذلك لا يوجد سلام، إن التاريخ يذكر للرئيس السادات بعد أفقه فى المفاوضات ويذكر للعرب النظر تحت أقدامهم والآن بات النظر ليس تحت الأقدام لكن للأسف إلى الخلف، ولعل ما أثارته حماس من أن مصر قد تعرقل وصول أسطول الحرية للقطاع من هذه الأمور.
لقد رحبت مصر باستقبال الأسطول فى ميناء العريش فى حالة منعه من قبل إسرائيل فى بحر غزة، إن ميناء العريش يفتح ذراعيه لأسطول الحرية ومنه إلى رفح فى هدوء ودون مؤامرات لإحراج مصر كما فعل جورج جالاوى فى قافلته السابقة.
شبه جزيرة سيناء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة