"فى حين أن الفلسطينيين يعيشون فى ظلام كاحل، ويعتمدون على مصابيح الغاز للإضاءة فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وبروز تداعيات أسطول الحرية لكسر الحصار عن القطاع، وظهور تركيا حليفا واضحا مع كل من إيران وسوريا وتحولها لعدو رسمى لإسرائيل، مما أدى إلى إحداث تغيير جذرى فى ميزان القوى فى المنطقة، إلا أن العلاقات بين إسرائيل ومصر ما تزال قوية فى الفترة الأخيرة" كانت هذه مقدمة الدراسة التى كتبها، أنشيل برافير، المحلل الإسرائيلى بموقع، "وقائع يهودية" الأكثر شهرة فى الأوساط اليهودية حول العالم، حيث زعم فيه أن العلاقات الإسرائيلية المصرية فى أشد درجاتها والدليل أن مسئولين إسرائيليين كبارا زاروا مصر فى الشهور الأخيرة بصورة مكثفة أكثر من أى وقت مضى.
واستطرد المحلل اليهودى فى مزاعمه قائلا: "بالرغم من انتقاد مصر للسياسات الإسرائيلية فى وسائل الإعلام، وعلى المنابر الدولية، خاصة الملف النووى الإسرائيلى أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن التنسيق الأمنى بين البلدين والعمل فى المجالات ذات الاهتمام المشترك هو أقرب مما كانت عليه فى أى فترة منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقيات كامب ديفيد للسلام منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت".
وأضاف برافير أنه بالرغم من أن هذه الاتصالات تجرى بصورة رئيسية وراء الكواليس فإنه لم يغب عن الرأى العام المصرى والمعارضة فى المظاهرات فى الأسابيع الأخيرة تلك العلاقة الوثيقة بين البلدين.
وزعم برافير أن العدو الأكثر قلقا لدى البلدين هو حركة "حماس"، فبالرغم من أن قادة الحركة الفلسطينية تم الترحيب بهم فى القاهرة من قبل، إلا أن النظام يتشكك فى نواياها ويبدى قلقه العميق من تلك الحركة التى تستمد أيديولوجيتها من جماعة الإخوان المسلمين، أكبر الجماعات الإسلامية المعارضة فى مصر، مضيفا أن مبارك ومستشاريه يعرفون أنه إذا كان هناك خطر من تفجر الثورة الإسلامية فى مصر الآن أكثر من أى وقت مضى، فسيتم ذلك عن طريق دعم حماس للإخوان المسلمون والعكس، وكان هذا هو السبب الرئيسى فى إغلاق معبر رفح الحدودى بين مصر وقطاع غزة لفترة طويلة منذ أن سيطرت حماس على القطاع.
واضاف المحلل الإسرائيلى أنه فى حين أن معظم الانتقادات الدولية بسبب حصار غزة تركزت ضد إسرائيل، إلا أن المتحدثين الرسميين فى الحكومة الإسرائيلية لم ترد ولم تلق اللوم على مصر أيضا، بل كانت البلدان على اتصال دائم حتى أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التى عرفت باسم عملية "الرصاص المصبوب"، وذلك بتنسيق السياسات فى فتح المعابر، ولم تكشف إسرائيل عن ذلك حتى لا تجلب العار لمبارك، على حد زعمه، مضيفا أن فتح المعبر مؤخرا جاء بموافقة إسرائيل، ولكن بصورة سرية، وفى صمت حتى يخف الضغط على كل البلدين.
وأضاف برافير خلال دراسته أن الانتقاد المصرى كان غائبا بشكل واضح ولم يكن شديدا فى تعامل إسرائيل مع أسطول الحرية، حيث إن مبارك يتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى إعادة الدور التركى فى المنطقة، خاصة بعد انضمامه مع سوريا وإيران ومنافسة مصر فى دورها القيادى فى العالم العربى والإسلامى.
وقال المحلل الإسرائيلى إن الصحافة المؤيدة للحكومة فى مصر لم تكتب بصورة إيجابية تجاه إسرائيل، ولكنه فى الوقت نفسه وجدت وسائل مبتكرة لانتقاد تركيا بصورة بالغة، وإلقاء اللوم على الحكومة التركية فى أنقرة، حيث إنها بوقوفها بجانب حركة حماس يضر القضية الفلسطينية، وبالتالى إضعاف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أبو مازن.
وأشار برافير إلى أن أحد محللى جهاز المخابرات الإسرائيلية لاحظ بامتعاض الأسبوع الماضى بأن إسرائيل قد تفقد حليفا إستراتيجيا لها وهو تركيا، ولكن فى الوقت نفسه أعادت إسرائيل اكتشاف مزايا كامب ديفيد.
بالرغم من ضغط القاهرة على ملف تل أبيب النووى..
دراسة إسرائيلية: العلاقات الإسرائيلية المصرية فى أفضل حالاتها
الأحد، 13 يونيو 2010 11:27 ص
موقع "وقائع يهودية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة