بسمه موسى

الإسكندرية بلا دخان

الأحد، 13 يونيو 2010 08:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولا أهنئ القاطنين والمصيفيين وزوار مدينة الإسكندرية هذا العام لصدور قرار وزير الصحة وتوقيعه بروتوكول مع المحافظ لجعل مدينة الإسكندرية أول مدينة مصرية تطبق هذا الصيف "صيف بلا دخان سجائر"، حيث سيمنع نهائيا التدخين داخل الأماكن المغلقة ويغرّم من يفعل هذا بمبلغ مائة جنيه، وستغرم المنشأة التى لا تنفذ القرار أيضا مبلغ عشرون ألف جنيه مصرى، حتى تصبح مدينة الإسكندرية بلا دخان يطبق على أنفاس الصغار والكبار ويتسبب فى أمراض لا حصر لها تؤدى إلى ضعف صحة المواطنين، وذلك لتعرضهم للتدخين السلبى.

يأتى هذا البروتوكول بعد فترة طال انتظارها ضمن خطة قومية متكاملة لجعل مصر خالية من الدخان، فهناك ملايين من البشر يموتون فى العالم بسبب التدخين، هذا غير مليارات العملات التى تصرف على علاج الأمراض التى يسببها هذا الدخان اللعين.
والتدخين السلبى يعنى الأفراد الذين يتعرضون، وبشكل يومى، للغازات والمواد المنبعثة من تدخين السجائر من زملائهم فى العمل، أو فى المنزل، أو فى الأماكن العامة مثل وسائل النقل العامة وغيرها مرتين، مرة من السيجارة مباشرة ومرة أخرى من زفير المدخن، وللأسف يتعرض حوالى 71 % من المصريين للتدخين السلبى.

إن الأعراض التى يشعر بها الإنسان الغير مدخن عند تعرضه للأبخرة المتصاعدة من المدخنين، هى: حرقان العين، والسعال، والغثيان، والدوار، وأحيانا حرقان بالحلق.
ويتعرض شركاء المدخنين وجلساؤهم بنحو خمسة أضعاف المعدل الاعتيادى للإصابة بالربو وضيق التنفس الليلى، وضيق التنفس الذى يتبع القيام بأى نشاط جسدى، وزيادة معدلات الإصابة بنوبات القلب.
ويتعرض المدخنون أنفسهم إلى الإصابة بسرطان الرئة 11 مرة زيادة عن غير المدخنين.
لا يعقل أن يوجد فى هذا العالم إنسان يضر أفراد أسرته ويساهم فى إصابتهم بأمراض لا حصر لها مثل المدخن،لأنهم يتنفسون يوميا قسرا وإكراها تلك السموم التى يبثها فى وجوههم، والتى تجد طريقها إلى الأجهزة التنفسية لهم، إضافة إلى عشرات الأفراد من زملاء العمل الذين يتعرضون إلى نفس المواقف، كما تبقى هذه الغازات لفترة متطايرة فى فناء الغرفة، بحيث تؤثر فى صحة الجسم حتى فى غياب المدخن.
ومن أهم هذه المواد السامة: النيكوتين، البنزين ، أول أكسيد الكربون، الأمونيا، السيانيد وأكثر من 60 مادة تسبب السرطان، تلك الحقيقة التى تجعل هذا المدخن مسئولاً أمام الله أولا، ثم أمام القانون عن أذيته المستمرة لأهله وزملائه، تلك المسئولية التى جعلت إحدى المحاكم الأمريكية بنيويورك أن تخير سيدة بين العيش مع ابنها أو التوقف عن التدخين.

أتذكر جيدا إحدى مريضاتى وكانت طفلة صغيرة عمرها ثمانى سنوات كانت تعانى من ورم بالفم وبعد أن أخذت منها عينة جراحية وتبين من التحليل الباثولوجى أنه سرطان وأردت أن أقول لوالدها الذى كان ينفث بدخانه المقيت فى وجهها طوال فترة انتظاره بالمستشفى أنه هو أحد أسباب إصابة ابنته بعد أن تبين لى أنه كان أيضا يدخن فى حجرة النوم منذ ولادتها، وذلك حتى يكف عن هذه العادة المقيتة ولا يضر باقى أطفاله.
ولكنه للأسف لم يصدق ما قلت لأنه لم يفز قط بأى درجة من التوجيه فى المدارس أو أى توجيه داخل المنزل أو حتى فى وسائل الإعلام عما يسببه هذا الدخان الملعون.

ومن الآثار السلبية للتدخين أيضا ما ذكر فى بحث أمريكى نشر فى مجلة "نيوساينتست" العلمية، من أن الأطفال المعرضين لدخان السجائر حتى ولو لكميات قليلة يعانون من انخفاض القدرات الذهنية والإدراكية.
وقد حذرت دراسة أمريكية نشرت حديثاً من أن تدخين الحوامل أو تعرضهن لدخان السجائر يزيد خطر إصابة أطفالهن بالتهابات الأذن بنسبة 44%..

وأشارت الدراسة التى نشرت فى مجلة الإخصاب والعقم، "فيرتِليتى أند ستيريليتى"، إلى أن التدخين السلبى يمكن أن يؤثر فى قدرة النساء على الحمل وكشفت الدراسة، التى أجريت على ثمانية آلاف وخمسمائة من الأزواج الذين تعرضوا للتدخين السلبى أثناء العمل، أن 14% من النساء أصبحن أقل قدرة على الحمل، وإذا كان الزوج يدخن أكثر من عشرين سيجارة فى اليوم، فإن نسبة تأخر الحمل ترتفع إلى 34%. .

مرة أخرى أهنئ الإسكندرية وأهلها بالاستمتاع بصحة عالية وصيف أكثر نقاء بعيدا عن الدخان، والأهم من كل هذا أن يتم تفعيل هذا القرار بصورة مشددة، وأن ترفع الحكومة الدعم عن هذا المنتج الذى لا فائدة منه.
وأتمنى من الوزير أن يضيف أيضا شرطا جزائيا على الموظفين الذين سيجدوا من هذا القرار فرصة للهروب من العمل وتضييع وقت العملاء وذلك بتحديد فترة زمنية للتغيب عن مكاتب عملهم لا تتعدى خمسة عشر دقيقة مرة أو مرتين يوميا لأى ظرف كان ويتم تجميع دقائق التغيب عن العمل الزائدة يوميا لتخصم من مرتبه آخر الشهر أو تخصم من أجازته السنوية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة