إبراهيم ربيع يكتب: الجزائر وسلوفينيا.. فريقان "توأم" من مدرسة الكرة الفضائية

الأحد، 13 يونيو 2010 05:29 م
إبراهيم ربيع يكتب: الجزائر وسلوفينيا.. فريقان "توأم" من مدرسة الكرة الفضائية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من الدقائق الأولى لمباراة الجزائر وسلوفينيا يسيطر عليك انطباع أنها لن تشهد أهدافا ولا فوزا لأى فريق.. وسبحان الله تجذبنا الفطرة ويشدنا الحنين تلقائيا ودون أن ندرى إلى الميل لمنتخب الجزائر وكأن شيئا لم يكن بيننا وبينهم فى التصفيات.. ربما هى طبيعة خاصة فى المصريين الذين يحبون بإفراط بل يتعمدون أحيانا النسيان أو بالبلدى بيكبروا دماغهم.

المباراة بدت من بدايتها إلى نهايتها وكأنها بين فريقين "توأم".. تشابه كبير يصل إلى حد التطابق فى أسلوب اللعب وطريقة الأداء.. صخرتان تتصادمان أو "نمران" ثائران.. قوة وشراسة وحماس شديد وحوار "فضائى" هوائى يعتمد على التمريرات الطويلة المرسلة فى عمق الدفاعات ربما يصطادها مهاجم أو يخطئها مدافع.. الحوار الأرضى اقتصر على مرحلة التحضير فى الخطوط الخلفية، وعندما يريد أى فريق أن يهاجم لا يملك من حلول إلا تمهيد الكرة على جانب الملعب لكى يرسلها الجناح عالية فى منطقة الجزاء.. أو أن يختصر خط الوسط المسافة ويلعب مباشرة كرة طويلة.. جرب الفريقان ذلك طوال المباراة وأكثر منها لاعبو الجزائر لإيصال الكرة إلى مطمور وزيانى ورفيق جبور الذى جرى كثيرا فى العمق أملا فى كرة طائشة..

مباراة لا تسمح بالوصول السهل إلى المرميين.. فالالتحام حاضر فى كل مساحة من الملعب والمهاجمون فى حالة "طيران" دائم فى الهواء.. وتتخيل وأنت تشاهد سير المباراة أن الفريقين يعتمدان على الأجنحة، بينما هم فى نهاية الأمر يراهنان على العمق فى محاولات للوصول المختصر إلى المرمى..

كان هدف سلوفينيا لا يناسب سير الأداء.. جاء فى غفلة من اللعب المعقد والممل أحيانا وحتى ضد اتجاه الأداء الذى منح الجزائر تفوقا نسبيا خلال عدة دقائق بعد طرد عبد القادر غزال وهى مفارقة غريبة..

المنتخبان لم يهتما فى الأساس بالفوز وأرادوه يأتى "على مهله" وحسب الظروف.. وكان الاهتمام الأكبر أولا وأخيرا هو تأمين المرميين وتجنب تقدم الفريق المنافس فى مباراة يصعب فيها التعويض.. ولم يتوفر لأى من الفريقين حلولا فردية أو جماعية لتغيير نمط الأداء سواء بالمناورة أو المهارة الخاصة أو الإبداع فى تمريرة..

وحاولا كثيرا استثمار الكرات الثابتة التى يتميز بها منتخب الجزائر بالتحديد وسعى لأن تكون بوابته لافتتاح التسجيل ولم ينجح لأن الطرف الآخر على ما يبدو "ذاكر" الجزائريين وعرف أن قوتهم فى الكرات "المحلقة" فى أجواء منطقة الجزاء..

كان لابد من خطأ فى مثل هذه المباريات لكى تتغير الرتابة وتتعدل النتيجة.. وكان شاوشى الحارس المشهود له بالتألق صاحب الخطأ المنتظر فى اللقاء واراد أن يسير فى درب جرين حارس إنجلترا وقبله عصام الحضرى حارس مصر فى مباراة محلية فتلعثم فى تسديدة خادعة فسكنت الكرة المرمى..

لم يكن منتخب الجزائر يستحق الهزيمة.. ولم يكن منتخب سلوفينيا يستحق الفوز، لكنها كرة القدم التى لا تحب أن تمنح العرب فرصة للظهور المتميز فى بطولات كأس العالم إلا نادرا.. ولن تتاح الفرصة لمنتخب الجزائر فى أن يحقق فوزا متاحا فى أى مباراة أخرى لأنه لن يقابل فريقا مثل منتخب سلوفينيا أو أقل منه.. ولو أن المنتخب الجزائرى قدم هذا العرض أمام الأرجنتين مثلا لكان مقبولا بل ورائعا، لكن لا يصح أن يعجز هجوميا أمام فريق لا يملك أى ميزة فنية أو فردية..

عموما.. هى مباراة من بين مباريات نشاهدها فى المونديال وهى لا تستحق أن تظهر فى هذا المحفل الكبير.. فلم يكن الأداء "مخنوقا" فقط، بل افتقر فكر الجهازين الفنيين للقدرة على التعديل فى الملعب.. فظل كل منهما يراهن على شئ واحد ثابت هو الكرات الهوائية، وكان متاحا، تجربة التسديد من بعيد أحد وسائل "فك" الدفاعات المكثفة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة