فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها مصر، من حالة احتقان، بسبب ارتفاع الأسعار، والأزمات المتتالية فى الخبز والسولار واللحوم.. إلخ، والتى حدثت بعضها تلو الأخرى، وظن كثير من المواطنين أنها بفعل الحكومة، ولم تكن بالصدفة، جاء الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر، بعد انتهاء فترة رئاسته للوكالة، ووجدنا أن كثيراً من الشباب المصرى، المعارض للنظام الحاكم، التف حوله، بل ذهبوا لاستقباله فى المطار، استقبال الأبطال، وكأنه المهدى المنتظر، أو الذى سيُخرج مصر من هذه الأزمات المتلاحقة، ووضعوا له «جروبا» على الفيس بوك، وموقعاً على الشبكة العنكبوتية، لترشيحه للرئاسة.
ونحن لا نشكك فى قدرة الرجل على قيادة مصر، ولا نعارض ترشيحه أو أى شخص آخر غيره، بل نريد أن يتعقل هؤلاء الشباب فى الاختيار، ولا يتعلقوا بقشة، من الممكن أن تكون سبب فى قسم ظهورهم.
ومن المعلوم لدى الجميع أن الدكتور محمد البرادعى يعيش خارج مصر منذ فترة ليست بالقصيرة، ولا يعلم عن أحوالها شيئاً، فكيف يلتف حوله هؤلاء الشباب ويطالبونه بالترشح لرئاسة الجمهورية؟
وعلى جانب آخر نجد أن مجموعة أخرى من الشباب، المعارض للنظام، التفوا حول الكيميائى الدكتور أحمد زويل، وطلبوا منه الترشح لرئاسة الجمهورية، ونحن لا نشكك فى قدرة الرجل أيضاً، بل نحترمه ونجله أيما تبجيل، ولا مصلحة لنا فى اعتلائه سدة الحكم فى مصر من عدمه، ولكننا نعلم يقيناً أن الدكتور أحمد زويل، حاله حال الدكتور محمد البرادعى، عاش خارج مصر فترة كبيرة، ولا يعلم عن أحوالها شيئاً.. فعلى أى أساس يطالبه هؤلاء الشباب بالترشح لرئاسة الجمهورية، وعلى أى أساس التفوا حوله؟
إنه حب التغيير، ولا مانع من التغيير إن كان للأفضل، وأن يكون مدروساً، لا حباً فى التغيير فقط، بحيث يتجنب الرئيس القادم أخطاء من سبقوه.
ونحن لا يخصنا فى هذا الشأن أحد، سواء وصل إلى سدة الحكم هذا أو ذاك، بل الذى يهمنا فى هذا الأمر أن يصل إليها من يستحقها، ومن يعمل لخدمة الوطن، ومساعدة أبنائه على الخروج من أزماتهم، التى اضطرت كثيراً منهم إلى الانتحار!
وفى جانب آخر، خرج علينا بعض الشباب، المثقفين، وللأسف الشديد، بسب الحكومة ونعتها بأقذر الألفاظ، وكأنها السبب الرئيسى فى كل الأزمات التى تمر بها مصر، وهذا خطأ كبير، فإن كان للحكومة أخطاء فأيضاً لها حسنات، ولا يمكن أن نذكر السيئات ونترك الحسنات، لأنه لا يوجد حكومة فى العالم أجمع معصومة من الأخطاء، ولكن الأخطاء تختلف من دولة لأخرى، حسب الحالة الاقتصادية للدولة.
وعلى هؤلاء الشباب أن يتعلموا أدب الحديث، وإن كان بينهم وبين الحكومة اختلاف فى الرأى، فلا داعى للسب والقذف، لأن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وهذه الحكومة جاءت من رحم مصر، ولم تأت من الخارج.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة