ليلة الثانوية العامة

استعدت مساء أمس ذكريات ليلة الثانوية العامة التى سبق وكتبت عنها هنا، حين أخذنى أبى إلى أحد كازينوهات المحلة الكبرى حيث كنا نعيش وجلسنا جلسة ودية لطيفة، كان لها تأثير كبير على إعادة التوازن النفسى لى قبل امتحان يصوره الناس على أنه نهاية الكون.

مساء أمس اصطحبت ابنى الأكبر الذى يبدأ اليوم مشوار الثانوية العامة، فى التاسعة مساء وخرجنا حيث تناولنا العشاء، وجلسنا لمشاهدة مباراة فرنسا وأورجواى فى كأس العالم، صحيح أنها كانت مباراة باهتة وضعيفة ولا ترقى لمستوى هذا الحدث الكروى الكبير والأهم فى العالم، لكننا قضينا ليلة الامتحان فى مشاهدة مباراة فى كرة القدم.

قلت لابنى: الثانوية العامة ليست نهاية العالم، صحيح أنها تحدد الكلية التى ستدرس بها، لكن ضع فى اعتبارك أن الدراسة لم تعد هى الطريق الوحيد للعمل والمستقبل، وكثير من خريجى الجامعة الذين برعوا فى أعمالهم يعملون فى غير ما درسوه.

*امتحان الثانوية العامة مثل كل الامتحانات فى الأعوام الدراسية التى سبق وأديتها، فلا تشعر بالخوف، وتعامل معه باعتباره مجرد امتحان.

* لقد عملت ما عليك واجتهدت طوال العام، ولست بحاجة لأن تقضى الليل اليوم فى المذاكرة، سنشاهد المباراة وتذهب للنوم.. فلن تضيف إليك هذه الساعات أى جديد.

* إذا وجدت سؤالا لا تعرفه، أو ترددت فى الإجابة ابدأ بما تعرفه أولا، ثم بعد ذلك حاول الإجابة على ما تشعر بالتردد نحوه، وتأكد أن المصححين سيمنحونك درجات على الاجتهاد بعكس ما إذا تركت السؤال دون إجابة.

* تم إلغاء نماذج الإجابات المعتمدة التى كان يلتزم بها المصححون، وهذا يعنى أن لديك الحرية للاجتهاد والتعبير عن رأيك وعما فهمت، وكل اجتهاد ستجازى عليه بعكس ما كان سائدا من قبل.

وبعد أن تحدثنا لمدة عشر دقائق فى الامتحان والثانوية العامة استسلمنا لمشاهدة المباراة وعدنا إلى المنزل، حيث خلد للنوم استعدادا لامتحان الثنوية العامة اليوم.
نصيحة أخيرة لكل الأهالى الذين لديهم أبناء فى الثانوية العامة، خففوا على أبنائكم، ولا تضغطوا عليهم، ولا تصوروا لهم أن الثانوية هى نهاية الحياة، لأن الحقيقة أنها بداية الطريق إلى مرحلة جديدة فى الحياة، تستدعى بالضرورة أن يعتمد أبناؤنا على أنفسهم، وأن يختاروا طريقهم، بإرادتهم.. وليس وفق ما نريد.