ليس شرطا أن أحب بالجملة.. والأفضل أن أحب "قطاعى" بالفرز والعدل، لذلك أنا أحب الجزائر ولا أحب منتخبها، هذا عدل، لأن الجزائر الدولة والشعب شقيق بمعنى الكلمة ولا يتحمل ذلك أى جدل، ولأن منتخبها أخطأ وتجاوز وأيضا لا يتحمل ذلك أى جدل.
قلت هذا الكلام فى أماكن أخرى اختصارا وتلخيصا وحسما لموقفى من منتخب الجزائر فى مونديال جنوب أفريقيا ورأيته قمة العدل والعدالة فى شىء يخص عاطفتى وانتمائى العربى، وأريد أن أنتقل من التلخيص إلى التفصيل حتى أزداد اقتناعا بأن موقفى صائب ومقنع وحتى لا يوجد لى أحد اتهامات من النوع "المقعر" المتفلسف الذى تحكمه الشعارات الفارغة، ومبدئيا لن أكون سعيدا إذا خسر المنتخب الجزائرى ولن أكون حزينا إذا فاز، وسوف أعتبره فريقا مثل غيره من الفرق كنوع من تخفيف حدة الاعتراف المباشر بمشاعرى ضد اللاعبين الذين أهانوا لاعبى منتخبنا وهددوهم واستفزوهم فى المباراة الفاصلة بالسودان وقالوا كلاما عن مصر لا ينبغى لهم أن يقولوه، ومشاعرى أيضا ضد جماهير هذا الفريق من نوعية الذين ذهبوا إلى السودان مدججين بالأسلحة البيضاء أرهبوا بها المنتخب الوطنى وطاردوا بها جمهورنا المسالم "الفافى" الذى اختاره المتحمسون لمؤازرة ناعمة للفريق وكأننا مشاركون فى مهرجان سينمائى، وكذلك مشاعرى ضد صحفيين أهالوا التراب على قيمة مصر وأغرقونا بالأكاذيب والافتراءات وسخروا من حياتنا.
وأخيرا ضد محمد روراوة الذى عمل ضدنا متخفيا فى عداوته المفاجئة مع سمير زاهر.
هؤلاء مهما تضخمت أعدادهم هم فى النهاية قلة من بين ملايين الجزائريين الذين يفهمون قيمة مصر وقيمة علاقتها التاريخية مع الجزائر وأيضا يفهمون مبررا ألا نتحمس لمنتخبهم والبلطجية الذين صاحبوه فى رحلة السودان، وحتى بدون هذا التفصيل ليس مطلوبا منى ومن غيرى أن يحب مجموعة من البشر ولا يكره فردا شاذا فيها، أو أن يحب أم كلثوم ولا يكره أغنية لها سيئة، أو أن يحب محمد البرادعى ولا يكره إقامته فى الخارج، أو أن يحب جمال عبد الناصر ويكره ديكتاتوريته، أو أن يحب أنور السادات ويكره انفتاحه الإقتصادى، أو حتى أن يحب مصر ولا يكره التزوير فى إرادة الشعب، بل حتى يا أخى فى الرغبات الشخصية، من الجائز أن أحب السفر جدا وأكره أن يكون إلى دول أفريقية، أو أن أحب السمك وأكره المشوى منه، أنا حر أن أحب الجزائر وأن أقرأ تاريخها وأكره فيها فرقها الرياضية وجمهورها المتعصب.
أليس من الوارد أن أحب ابنى وأكره تصرفاته ولا أطيق رؤيته وهو عائد إلى البيت فجرا، هكذا يحب جمهورنا الجزائر دون أن يمتد به النظر لرؤية فريقها فى جنوب أفريقيا على جثة منتخبنا، هذه واقعية، وهذا عدل.
إبراهيم ربيع يكتب:أنا أحب الجزائر.. ولا أحب منتخبها.. هذا عدل
السبت، 12 يونيو 2010 03:19 م