ذكر موقع CNN الإخبارى أن مراكز استطلاع الرأى فى هولندا توقعت أن يحقق حزب الحرية الهولندى المعادى للإسلام، بقيادة زعيمه غيرت فيلدرز، تقدماً فى الانتخابات التى جرت الأربعاء، غير أنها لم تكن تتوقع هذا التقدم الكبير الذى حققه الحزب بعد أن حصد 24 مقعداً، قافزاً من 9 مقاعد فقط.
احتل الحزب المركز الثالث بعد الحزب الليبرالى بقيادة مارك روته، الذى حصل على 31 مقعداً، وحزب العمال، بقيادة عمدة أمستردام السابق، جوب كوهين، الذى حصل على 30 مقعداً، وذلك من أصل 150 مقعداً هى عدد مقاعد البرلمان الهولندى.
وأشارت CNN إلى أن الخبراء يعتبرون أن حزب الحرية هو الفائز الأكبر، وهو الفوز الذى يثير قلق المسلمين فى هولندا، ونقلت عن إبراهيم سبالبورج رئيس منظمة "سبيور" SPIOR، وهى المظلة التى تجمع المنظمات الإسلامية فى مدينة روتردام الهولندية قوله: "نحن قلقون الآن.. الأمر أشبه بكونه أننا لم يعد مرحبا بنا بعد الآن".
وأضاف سبالبورغ إن المجتمع الهولندى الذى كان معروفاً أكثر من غيره من الشعوب الأوروبية بتسامحه.. "لقد تغير المجتمع كثيراً وبطريقة درامية.. الأمر أشبه بالإسلاموفوبيا.. لم يعد الأمر جيداً."
وأوضح أنه يتفهم "عصبية" سكان هولندا الأصليين، وخصوصاً الكبار منهم، بشأن تنامى أعداد المسلمين فى هولندا بصورة متزايدة "إنهم يرون المنارات حولهم أو يرون النساء وهن يرتدين أغطية الرأس.. وهم لا يحبون رؤيتهن فى الأماكن العامة."
وأضافت CNN أن هولندا، ليست وحدها فى هذا التوجه، مع ازدياد عدد السكان المسلمين فيها، فهناك سويسرا أيضاً التى صوتت العام الماضى مع قرار تقدم به اليمين السويسرى بحظر بناء المآذن، وكذلك فرنسا وبلجيكا، اللتان قررتا حظر البرقع فى الأماكن العامة، أو تتجهان نحو حظره تماماً.
وأشارت إلى أن نتائج الانتخابات الهولندية الأخيرة نقلا عن لوسى جيمس، الباحثة فى مؤسسة كيليام بلندن، وهى مؤسسة فكرية مناهضة للتطرف "ما هى إلا دليل واضح عن تنامى العداء للمسلمين فى مختلف أنحاء أوروبا الغربية".
وتقول لوسى إن أحزاب اليمين المتطرف، مثل حزب فيلدرز، استهدفت الأصوات المعادية للإسلام بواسطة التلاعب بمآسى وشكاوى الشعوب الأوروبية، مثل الركود الاقتصادى والبطالة والإسكان، وألقت باللوم بحدوث هذه المشاكل على المهاجرين المسلمين.
وقال ريتشارد وايك ، المدير المساعد لمعهد "بيو غلوبال" لاستطلاعات الرأى، إن النظرة السلبية تجاه المسلمين باتت أكثر شيوعاً فى فرنسا وأسبانيا خلال السنوات الست الماضية، غير أنه بقى على حاله تقريباً فى كل من بريطانيا وألمانيا، مضيفا إن النظرة البريطانية تجاه المسلمين كذلك أقل سلبية منها فى فرنسا وأسبانيا وألمانيا.
