لم أفكر يوما أن أكتب لصحيفة ما معبرا عن رأيى أو مستهجنا حدثا أو تصورا ما، ولا حتى عندما بدأ الدكتور البرادعى فى تحريك المياه الراكدة فى بركة مصر.
ولكننى أجد نفسى اليوم فى مسئولية أخلاقية كبيرة للكتابة والتعبير عن رأيى ورأى عدد كبير من استحمت فكرهم أو عبروا عنه بصراحة، وفيما يلى خلاصة ما لملمت من ناس:
كل الناس الذين أعرفهم ارتعدوا من فكرة أن ينشق شخص أو مجموعة أشخاص عن كيان الجمعية الوطنية للتغيير، وخاصة إن كان الشخص بقامة حسن نافعة أو بموقع حمدى قنديل فى قلوب الناس.
تساءلت وتساءل غيرى كثيرون لماذا نرتعد، وكانت الإجابة التى توصلنا لها فى حوارنا هى أن الجمعية الوطنية للتغيير هى أمل كل منا وحلمه أو قل إنها حزبه الخاص الذى لا يرضى فيه بشائبة أو عيب.
ما بالك بشبهة انسحاب شخصين من أبرز شخوص المعارضة، ذلك القلق منبعه أن الجمعية الوطنية أملنا جميعا الوحيد، وعلى جميع أعضاء الجمعية أن يفهموا هذا الارتباط العاطفى، علاوة على الارتباط السياسى، الذى لا حاجة لأن نسهب فيه الآن.
كان هناك شعور آخر علاوة على العاطفة، هذا الشعور هو أن الأعضاء كلهم فى تصور معظمنا من يهتمون بتغيير مصر ولا يهتمون بمصالح لهم ولا كراسى على عكس الحزب الوطنى، فلماذا يختلفون إذن؟
فإن كان الاختلاف على طريقة العمل فيستطيعون أن يسووه، وإن الاختلاف على الأهداف فليس هذا أيضا سببا يدعوهم للتخارج من مصلحة أمة أو ما نراه نحن مصلحة الأمة الوحيدة.
فعلى كل شخص فى تلك الجمعية أن يعرف أنها ليست حزبا عاديا أو ناديا للصفوة بل هى فى تصورى البديل الوحيد للفوضى السياسية التى نستشرفها فى المستقبل القريب.
ولكننا نحن الشعب أيضا يجب أن ندرك أن الجمعية الوطنية بمن فيها من الكوادر جميعا، وعلى رأسهم البرادعى نفسه، ما زالوا يتلمسون طريقا سياسيا فى أوله، ومن الطبيعى لهم أن يتعرضوا لعقبات ولخلافات منطقها قلة خبرتهم السياسية فى مصر وجوها السياسى المشحون وغموض الحالة السياسية المصرية.
يجب أن نتفهم هذه البداية ونتسامح مع المطبات لكى نبنى خبراتنا وتبنى الجمعية الوطنية تجاربها وتاريخها السياسي، الجمعية الوطنية للتغير بيتنا، ولذلك نشعر أنه يجب أن يكون خاليا من العيب وبيتنا هذا جديد ويجب علينا أن نتقبل أنه قد ينقصه شيئا أو أكثر فى البداية ونكمله فى طريقنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة