◄◄ المؤيدون للموقف المصرى: لا يوجد ما هو أقوى من فتح المعبر.. وأردوغان يستغل إسرائيل فى الدعاية الانتخابية
انقسم خبراء سياسيون واستراتيجيون حول موقف تركيا ومصر من المجزرة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية، فالبعض رأى أن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى.. بطل شعبى داخل بلاده، ويتمتع يوماً تلو الآخر بشعبية منقطعة النظير بين الأتراك والعرب على حد سواء، لكن اعتبارات الانتخابات التركية 2011، ومستقبل حزب العدالة والتنمية الحاكم، يتطلب إعادة النظر فى أقوال تركيا وأفعالها تجاه إسرائيل، قبل عدوانها على أسطول الحرية وبعده.حيث إن رد الفعل التركى الذى بدأ حاداً، اتخذ شكلاً أكثر هدوءًا، فالعلاقات مع إسرائيل، التى أكد الرئيس التركى عبدالله جول أنها «لن تعود كما كانت بعد مقتل مواطنين أتراك على يد إسرائيل»، أصبحت أمراً محل نظر، وفق ما صرح به وزير خارجيته أحمد داود أوغلو.
ويرى الخبراء أن رد الفعل المصرى تجاه جريمة «أسطول الحرية» أقل حدة من نظيره التركى، فالنظام المصرى اكتفى بفتح معبر رفح «لأجل غير مسمى»، دون الخوض فى تصريحات تغيب عنها قوة الفعل.
يرى د.محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية أن رد الفعل المصرى كان قوياً للغاية وتناسب مع الحادث، مشيراً إلى أنه ليس من الحكمة تكبير حجم الرد التركى، فالسفينة تركية، والقتلى أتراك، ومنطقى جداً أن يكون هناك رد فعل تركى عنيف، موضحاً أن العلاقات التركية الإسرائيلية قوية، لكن لا أحد يستطيع التكهن بطبيعتها مستقبلاً.
ويتفق معه اللواء أمين راضى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب، حيث قال إن رد الفعل المصرى جاء قوياً، بدليل قرار الرئيس مبارك فتح معبر رفح منذ اليوم الأول للحادث، أمام الفلسطينيين، فضلاً عن إعلان مصر استعدادها لعبور أسطول الحرية من خلال ميناء العريش وهو قرار نال تقدير العالم، خاصة أهل غزة. من جانبه، أكد د.محمد قدرى سعيد، الخبير الإستراتيجى بمركز الأهرام، أن رد الفعل التركى يظل أقوى بمراحل من رد مصر على جريمة أسطول الحرية، مشيراً إلى أن النظام التركى موقفه أفضل بكثير، ويملك أوراق ضغط على إسرائيل.
وأوضح سعيد أن موقف تركيا ممثلاً فى رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان يحتمل التقييم على انه دعاية انتخابية، لكسب دعم الشارع التركى لحزب العدالة والتنمية، لكنه فى الوقت نفسه فإن تركيا رغم أنها ظلت على مدار السنوات الماضية دولة صديقة لإسرائيل وشهدت العلاقات بينهما تعاونا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، إلا أن إسرائيل لا تمثل أهمية قصوى لتركيا.
وكما يرى سعيد فإن الرد المصرى جاء متزناً، كما أن قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح كان عاطفياً بالدرجة الأولى، للتضامن مع أهالى غزة من جهه، والاستجابه للشارع المصرى من جهة أخرى. فهناك مخاطر أمنية وراء فتح المعابر، لكن مصر أقدمت على تلك الخطوة.
وبرر سعيد تفوق رد الفعل التركى على نظيره المصرى، بعدة أسباب، ضمنها ان مصر على خط مباشر مع الحدود جغرافيا، فضلا عن اتفاقيات السلام.
وتعد تركيا من أوائل الدول التى اعترفت بإسرائيل عام 1949، فضلاً عن الروابط العسكرية والسياسية بين البلدين، فصفقات السلاح بين أنقرة وتل أبيب تتجاوز المليارات، فضلاً عن الرعاية التركية لملف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. هذا بخلاف التعاون التجارى، الذى اقترب من حاجز 4 مليارات دولار.
وبالإضافة إلى التعاون العسكرى والسياسى فإن مشروع «أنابيب السلام» بين البلدين.