على مدار تاريخها الطويل، لم تستضف القارة السمراء «أفريقيا»، حدثًا سياسيًا أو رياضيًا أو اقتصاديًا، بقيمة كأس العالم لكرة القدم التى تنطلق منافساتها فى جنوب أفريقيا، يوم الجمعة المقبل، وتستمر حتى 11 يوليو.
وتتضاعف أهمية وقيمة الحدث لدى الدولة المنظمة جنوب أفريقيا، التى عانت طوال تاريخها من حروب عنصرية أنهكت قواها، ومزقت بنيتها الاجتماعية.. فمنذ إعلان الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم المونديال، توالت الانتقادات، وبدأت التشكيكات فى قدرتها على استضافة العرس العالمى.
كأس القارات.. بروفة «مشوهة» للمونديال
فى العام الماضى، استضافت جنوب أفريقيا، كأس القارات، فى «بروفة مُصغرة» للمونديال.. ورغم الجهود التنظيمية الكبيرة المبذولة لإخراج البطولة بصورة مثالية، وتقديم رسالة للعالم تؤكد خلالها دولة الجنوب قدرتها على استضافة 32 منتخبًا، تشارك فى المونديال، وما يزيد على 300 ألف مشجع خلال منافسات كأس العالم، بالإضافة إلى الجهود التنظيمية فى الملاعب، وفى الأماكن العامة وفى الطرق والفنادق وما إلى ذلك.. فإن كل هذا ذهب «هباءً منثورًا» أمام «الخطر الأكبر» الذى يواجه جنوب أفريقيا، الدولة الأولى فى العالم من حيث معدلات الجريمة.
أثناء كأس القارات، التى اقتصرت عدد الدول المشاركة فيها على ثمانى دول، فشلت جنوب أفريقيا فى تأمين هذه المنتخبات، حيث تعرض منتخبا مصر والبرازيل لحادثى سرقة أثناء البطولة، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل نشب خلاف كبير حين وجهت الصحف الجنوب أفريقية اتهاماً للمنتخب المصرى باصطحاب عاهرات إلى غرف نومهم فى محاولة «للشوشرة» على حادث السرقة.
بكين.. التهديد الأكبر لحفل الافتتاح
التهديدات الأمنية، ليست السبب الوحيد لحالة القلق التى تنتاب جنوب أفريقيا حول نجاح حفل الافتتاح، ولكن «أوليمبياد بكين» التى أقيمت قبل عامين سبب أساسى فى حالة «القلق».. حيث قدمت الصين فى افتتاح الأوليمبياد حفلاً «أسطوريًا» وُصف بأنه الأفضل فى تاريخ المناسبات الرياضية الكبرى.
وتُعد المقارنة بين «حفل افتتاح» الحدثين أداة ضغط شديدة القوة على جنوب أفريقيا، المطالبة بإخراج الحدث بصورة أفضل مما كان عليه فى بكين قبل عامين.
غضب «محلى» وتهديد بالمقاطعة
المجهودات الكبيرة التى بذلتها جنوب أفريقيا لتنظيم حفل الافتتاح، لاقت غضبًا محليًا، تسببت فيه استعانة اللجنة المنظمة للمونديال بمجموعة كبيرة من الموسيقيين «مطربين وعازفين» والفنانين الاستعراضيين الأجانب، حيث طالبت إحدى نقابات الموسيقيين فى جنوب أفريقيا بمقاطعة الحفل اعتراضا على مشاركة عدد كبير من الفنانين الأجانب فيه. وقال أوبا لوبوغو، نقيب الفنانين الاستعراضيين فى جنوب أفريقيا: «هذا الحدث ليس أفريقيا» وأضاف: «نحن لا ندعو إلى العنف ولا إلى التظاهر أمام موقع الحفل الموسيقى.. نحن نطالب الجمهور فقط بالابتعاد عن مكان الحدث».
6 ممثلين للقارة السمراء
يذكر أن هذه أول مرة تقام فيها كأس العالم داخل القارة السمراء، ويشهد المونديال الحالى أعلى نسبة تمثيل للمنتخبات الأفريقية فى كأس العالم، حيث تتواجد ست دول أفريقية هى، جنوب إفريقيا والجزائر والكاميرون وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار.
مونديال جنوب أفريقيا.. «أمل الأولاد» فى إنهاء عزلتهم الحضارية
الخميس، 10 يونيو 2010 04:28 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة