يقولون إنه يتجول بعد منتصف الليل،.يطوف شوارع القرية الساكنة الآثمة.. يطرق الأبواب ليلاً وأصوات السحل لا تنقطع عن الآذان.. صرخات هادرة تفزع السكان.. ودماء تلوث النوافذ القاتمة.. وخطوط الراية الحمراء المستطيلة بلون الدم تحيط بشجرة الأرز الخضراء!
رابطات العنق المدنية اختفت.. فوبيا من كل شىء حول الأعناق تضرب القرية.. بعد منتصف الليل ترتعش أيادى جردت الشبح من ملابسه.. تتوقف الأصوات تماماً ويتدلى بحبل فى الميدان الكئيب.. تنقطع الأنفاس والدم يغرق المكان.. يتوارى الدين وتنسحب العروبة وأحذية الجناة لا تبالى بالهوية المصرية.. تنتحر الإنسانية ويصلب العدل عارياً فى ميدان عام!
وتأتى البقية فى ثلاثين جزءا من سلة قمامة ملفوفة بعلم مصر.. أشلاء مصرية فى مطار القاهرة قادمة من بلد الحضارة.. مهندس مصرى يأتى على شكل البازل من اليونان.. ومواطن مصرى يطعن حتى الموت فى الكويت بأيدى أشقاء من سوريا!
يتبعه مواطن آخر فى الكويت مطعون وممزق وملقى فى أحد المستشفيات بإصابات بالغة على يد أشقاء من الكويت! وشبح آخر من لبنان على يد سيريلانكى!
والخارجية تشجب وتدين.. والحكومة مشغولة بالتوريث والإخوان والبرادعى ومد قانون الطوارئ ودعم المنتخب القومى والمواطن المصرى تعيس!! ليس له وجود على قائمة الأعمال رغم أنه المعنى بجهود الحكومة.. يبدو أن القيادات نسيت أو تناست إنهم موظفون من الشعب وإلى الشعب.. وعندما يهان مواطن داخل وطنة فهذا ضوء أخضر للعنصريين والهمج من الخارج للبطش بنا.. لذلك عندما تنتهك إسرائيل حقوق الشعب الفلسطينى وتخرج المظاهرات وبيانات الشجب ونداءات الاستغاثة للمجتمع الدولى، فإنه يغض الطرف ولا يحرك ساكناً لأن المواطن العربى متزيل قائمة حقوق الإنسان، وعندما تمادت إسرائيل وتجرأت على الجنسيات المحترمة والمصانة من الناحية الإنسانية انتفض العالم.. وهذه حكاية أخرى..
