أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

لماذا البرادعى.. وليس غيره؟

الخميس، 10 يونيو 2010 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرحت سؤالى فى الأيام الماضية: "هل أحبط البرادعى مؤيديه"، ورغم أن إجابتى على سؤالى هى نوع من الاجتهاد الذى قد يصيب أو يخطئ، إلا أن بعض القراء تعاملوا معه بتشنج غريب، وعددوا الاتهامات لمجرد أننى طرحت السؤال، ووصل الأمر بالقارئ الأستاذ أحمد عبد الفتاح بالقول فى تعليقه: "انت بتتكلم عن مين يا عم، ولا انت بتابع أخبار حد تانى، ولا تقصد إنك بتكدب على الناس"، وزاد الأستاذ أحمد فى اتهامه بالقول: "انت وأمثالك من كتاب الحكومة المتنكرين ماذا فعلتم لدعم حركة الإصلاح"، وأضاف أننى وأمثالى نقبض ثمن ما نكتبه.

والمثير فيما كتبه الأستاذ أحمد عبد الفتاح أنه لا يترك للآخرين فرصة الاجتهاد حول التغيير وآلياته، لأنه يسير على نهج "من ليس معنا فهو ضدنا"، وبالتالى فهو خلعنا من الفريق المنادى بالتغيير رغم أننا لم نمل يوما من المطالبة به.

على الضفة الأخرى كانت هناك اجتهادات محترمة حملتها تعليقات أساتذة أفاضل على سؤالى الذى استمر يومين، من خالد الشيخ وعبد العظيم سليمان وعصام "الجزيرة" و.م . طارق عامر و.م. عبد الرحمن راشد وحسان بن النعمان وإبراهيم عثمان، وليسمحوا لى جميعا بأن أنقل هنا ما كتبه الأستاذ على الهادى لأنه يتناول القضية برؤية مختلفة، تستحق التوقف.

يقول على الهادى: "من متابعتى لما يجرى ويكتب، وخاصة سؤالك الكاشف بوضوح لا يقبل الشك، أقول إن فهم ظاهرة البرادعى قد شابه القصور، سواء من المؤيدين أو المتحفظين أو الرافضين، وللأسف الشديد وقع فى هذا الحزب الناصرى الرافض، والكرامة المتعاون مع الظاهرة، وأشخاص أقدر نضالهم وأحترم طريقة تفكيرهم، وأقول إن البرادعى ظاهرة ليست مرتبطة بشخصية البرادعى، فربما لو أتى شخص آخر من خارج الأطر والنخبة، ويتمتع بقدر معقول من الشهرة، واسمه إسماعيل لكانت اسم الظاهرة "الإسماعيلية"، لماذا؟.

يجيب على الهادى على سؤال، لماذا "بأن واقع اللحظة التى تعيشها مصر الآن فى انتظار طفرة كما يقولون فى قانون التطور، فلقد تراكمت نضالات وخبرات كمية كبيرة.. وأحدثت تغييراً كيفياً فى أساليب وحجم النضال من أجل التغيير، واتسع نطاق المشاركة من الشعب، ويكفى أن تقارن الآن وما يحدث، بما كان يحدث مثلا مع قراء- أقول قراء- جريدة الأهالى، ومصادرتها ستة عشر عدداً متوالية ولا حياة لمن ينادى ظاهريا، وقس على ذلك ما نحن فيه الآن من حراك وجرائد.. و.. وكل هذه تراكمات طبيعية ولا يحدث التطور الأكبر والحقيقى إلا بالطفرة، ولا تحدث الطفرة إلا بحدوث تراكمات بحد معين، وهذا قانون أودعه الله فى الكون جماده وأحيائه، واكتشفه الإنسان.

يضيف الهادى، مصر الآن فى انتظار الطفرة، أى فى انتظار من يفجر انطلاقتها، لا أن يحدثها أو يكونها، فقط يفجرها وهذا المفجر قد يكون، أسعد أو على أو محمدين، وهنا نبدأ الكلام على شخصية محددة ظهرت فى هذه اللحظة التاريخية لمصر، وهو الدكتور محمد البرادعى، ولا شك أن دخوله للساحة، أحدث دوياً عنيفاً وجباراً فى الحياة السياسة، وأظهر عمق مطلب التغيير عند غالبية الشعب المصرى، وجذب إلى المشاركة الإيجابية قطاعات من السباب، ولكنه مازال يدوى، وهنا تظهر دور الملكات والخبرات النضالية التى يجب أن يمتلكها من تقذفه الأقدار لحمل هذه المسئولية، ودعونا نحتكم إلى التاريخ، ما من زعيم فى أى أمة أحدث طفرة فى أمته، إلا كان فى مدرسة التأهيل لهذا الدور، بدءاً من الرسل خضعوا لهذه القاعدة، وجميع القادة أصحاب الطفرات فى حياة شعوبهم، وهنا يكون السؤال.. هل الدكتور البرادعى مؤهل لذلك؟، مع احترامى الشديد لشخصه وما حققه لنفسه على المستوى الشخصى بكل يقين أقول لا، وقد يقصر فترة انتظار الطفرة بتسارع عمليات التراكم، ولو اتفقنا على ذلك، فلن يكون هناك إحباط، بل بالعكس يجب أن تكون هناك حركة لا تكل ولا تنام، وبماس شديد.. لأن هدا يصب فى مجرى التغيير الذى ننشده.

هذه القراءة من الأستاذ على الهادى تستحق الالتفات إليها، لأنها تخرج من دائرة الحماس المفرط لتأييد أو رفض البرادعى إلى قراءة واسعة للمشهد السياسى فى مصر، لكن المثير فيما ذكره على الهادى، هو لماذا لم يأتِ تفجير اللحظة التاريخية التى تعيشها مصر الآن على يد شخصيات لها تراث كبير من معارضة النظام كونته طوال السنوات الماضية، ودفعت هذه الشخصيات تضحيات كبيرة لتمسكها بمعارضتها؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة