كثيرة هى الأحلام والأمنيات فى حياتنا، لكن الأكثر منها هى الإحباطات والإخفاقات، وسرعان ما تتبادر إلى أذهاننا كلمة نظن أننا ننساها ولكن الحقيقة أنها تلازمنا دائما وهى «كان حلم وراح»، فمع بدء العد التنازلى لانطلاق بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، عادت نسائم المونديال تهب من جديد على 80 مليون مصرى كانوا يمنون أنفسهم، بحلم جميل على أمل أن يتحقق هذه المرة، وهو وصول الفراعنة إلى هذا المحفل الكروى الأعظم فى العالم بعد غياب دام 20 عاماً.
وسبحان مغير الأحوال.. فبعد أن كان المصريون شبابا وأطفالا ورجالا وسيدات يتأهبون لتشجيع منتخب الفراعنة فى بطولة كأس العالم المقبلة بعدما فرض المنتخب المصرى سيطرته على القارة السمراء وأثبت أحقيته بزعامة الكرة الأفريقية بعد فوزه ببطولتى 2006 و2008 عن جدارة، تبدل الحال الآن ونسى المصريون حلم التواجد فى المونديال ومناطحة الكبار.
بداية الحلم كانت مع وقوع منتخب مصر مع منتخبات الجزائر وزامبيا ورواندا يوم 22 أكتوبر 2008، والذى داعب الـ80 مليون مصرى بلا استثناء سواء كانوا لاعبين أو جهازا فنيا أو مسؤولين عن الرياضة فى مصر أو حتى على المستوى السياسى وكبار رجال الدولة وانتهاء بالجماهير البسيطة لعدة أسباب، أولها التفوق الكاسح لمنتخب الفراعنة أفريقياً.
وثانيها هو نظام التصفيات الأفريقية المونديالية نفسه هذه المرة، والذى وزع المنتخبات صاحبة المستوى الأول فى التصنيف الأفريقى على خمس مجموعات، وهو ما أبعد منتخب مصر عن الصدام مع عملاقة أفريقيا.
كل هذا جعل حالة من الثقة تدب بقوة داخل نفوس المصريين بضمان الوصول إلى المونديال هذه المرة وبدأت ذكريات مونديال 90 تتوارد إلى الخواطر والأذهان سواء إلى الجماهير التى عاشت هذه الفترة والتى أخذت تتحدث عن ذكرياتها فى المباراة الأخيرة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 90 أمام الجزائر عام 1989 والتى انتهت بفوز الفراعنة بهدف نظيف سجله حسام حسن لينتزع به بطاقة التأهل للمونديال بعد غياب دام 55 عاما منذ أول مشاركة مصرية فى المونديال عام 1934.
أيضا لاعبو المنتخب والجهاز الفنى أنفسهم كانت لديهم ثقة ورغبة كبيرتين فى الوصول للمونديال هذه المرة، لاسيما بعد أن عقد الكثيرون مقارنة بين هذا الجيل من اللاعبين وجيل 90، وكانت لديهم رغبة جامحة فى الوصول إلى مونديال 2010 لإثبات أنهم الجيل الأفضل فى تاريخ الكرة المصرية، بعدما قارن الكثيرون أيضا بينه وبين محمود الجوهرى صاحب أكبر إنجازات الكرة المصرية بالتأهل لمونديال 90.
ورغم كل هذه الدوافع والطموحات إلا أن حلم الوصول إلى مونديال 2010 ضاع بفعل فاعل.
منتخب مصر