حذر د.عبد الحميد بركات، مدير مركز الدراسات العربية، من أن الفترة القادمة سوف تشهد حركات أشد تطرفًا من الحركات السياسية الإسلامية الحالية، سواءً أكانت نابعة من القاعدة أو غيرها، موضحًا أن السبب الأكبر فى ذلك هو ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات غاشمة على الفلسطينيين ولا يوجد من يردعها.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها مركز تاريخ الأهرام، صباح أمس الأربعاء، بقاعة لويس عوض بالدور الأول بمؤسسة الأهرام، بالتعاون مع المركز الفرنسى للدراسات والوثائق الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، تحت عنوان "ما بعد الحركات الراديكالية الإسلامية السياسية"، وتحدث فيها د.جان بيار فيليو، الأستاذ بكلية العلوم السياسية بباريس، وأدارها د.نبيل عبد الفتاح نبيل، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وشارك فى الندوة عدد كبير من السياسيين والإعلاميين والمتخصصين فى مجال الدراسات السياسية والإستراتيجية.
وقال بركاته إن الإسلام دين لا يدعو للتشدد، وما تشددت فئة فى الإسلام واستمرت، وكان أول المتشددين الخوارج، ولم يستمر بقاؤهم بعد سيدنا على كرم الله وجهه كثيرًا، وذلك لأن الإسلام دين وسطى، والوسطية هى العدل، وهى كل ما يتفق مع طبيعة الإنسان من ود وإخاء ونبذ للظلم.
وأوضح بركاته أسباب الجهاد فى الإسلام هى رد العدوان وليس العدوان، وأن يكون الرد "بمثل ما اعتدى عليكم"، ومحاربة من يقف فى نشر الدعوة بالسلاح، ونصر فئة مظلومة مسلمة فى أى مكان فى العالم، مثلما حدث مع المرأة التى قالت "وامعتصماه فلبى عليها من بغداد".
وأضاف بركات أن الحركات الإسلامية المتشددة على مدى الأربعة عشر قرنًا اندثرت ولم نسمع عما حدث فى الستينيات وصولاً للتسعينيات، وذلك لأن السبب الرئيسى الذى حدث فى مثل هذه الفترات هو شعور المسلمين بوقوع الظلم عليهم، وأكبر دليل لوجود تيارات إسلامية متشددة فى أيامنا هذه بقاء الظلم والعدوان على فلسطين من إسرائيل بمساندة من أمريكا، وما تفعله إسرائيل من مذابح ومجازر وتبقى بسيادتها فوق القانون يؤدى بالضرورة إلى إثارة شعور المسلمين والرغبة فى ردع الظلم الواقع على إخوانهم المسلمين.
ومن جانبه أشار د.نبيل عبد الفتاح إلى أن هناك تراجعا لتنظيم القاعدة وحركاته الجهادية بعد احتلال أمريكا للعراق، وأن محور هذه الحركات الراديكالية الإسلامية فى الشرق الأوسط أصبح هو الجهاد ضد الوجود الأمريكى أو الجهاد الوطنى ضد الأنظمة الحاكمة المستبدة.
وقال د.جان بيار فيليو فى كلمته برأى إن الحركات الإسلامية المتشددة هى حركات "تطرف" وليست راديكالية، فأنا لا أعرف لطالبان مسميين، فليس صحيحًا ما يقال بأنه فى وقت ما تصبح طالبان معتدلة ووقت آخر تصبح متطرفة.
وقدم فيليو فى كلمته عرضًا لجذور الحركات الجهادية العالمية التى أصبحت عالمية ولم تعد قصرًا على مناطق محددة، فى أعقاب حادث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وقبلها من عمليات تمت فى أفريقيا ومدريد وشرق الرياض، بالإضافة إلى الأماكن الرئيسية التى كانت تحدث فيها عمليات للجهاد الوطنى، كما كان يحدث فى مصر وأكثر من مكان، وتحوله إلى مناطق جديدة مثل اليمين، والمشكلات القبلية والسياسية.