«اليوم السابع» اخترقت الحصار والتقت المطاريد فى الجبال

انفراد.. أول حوار مع قاتل ضباط الشرطة من مخبئه فى سيناء

الخميس، 10 يونيو 2010 04:32 م
انفراد.. أول حوار مع قاتل ضباط الشرطة من مخبئه فى سيناء تصوير- أحمد إسماعيل
عبدالحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ سلامة فياض: نستطيع تفجير خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل أو خطوط الكهرباء
◄◄ سالم أبولافى: ليعلم الجميع أننا مسلحون ولدينا الألغام ونقدر نستعملها


الحياة فى وسط سيناء تعد ضرباً من المستحيل بسبب انعدام مقومات التنمية، إلا فى عدد محدود من المدن والقرى، وبالتالى بحث عشرات من البدو عن وسائل أخرى للحياة، تمثلت فى تهريب الأفارقة إلى إسرائيل عبر الأنفاق، أو تهريب المتفجرات والسلاح.. ولأن الأجهزة الأمنية تجهل أسماء المهربين فقد استعانت بمرشدين لانتزاع معلومات عن هؤلاء الهاربين تصيب مرة وتخطئ مرة أخرى، والمحصلة هى صدور مئات الأحكام الغيابية على البدو، بعضها حقيقى والآخر ملفق، ونتيجة لذلك لجأ الآلاف منهم إلى الجبال، هرباً من الملاحقات الأمنية، وكونوا مليشيات، أو فرق مسلحة ومجهزة قادرة على مواجهة الشرطة، وتتميز بمعرفة دقيقة لهذه الشعاب والمدقات الصحراوية.

«اليوم السابع» اخترقت الحصار والتقت «المجنيين»، أو الهاربين من القانون، فى معاقلهم بسيناء، لمعرفة أسباب توتر العلاقة بين البدو والشرطة، وكذا معرفة أسباب تهديداتهم باستهداف المنشآت الحيوية، خاصة خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل.

أبورسلان، من المجنيين، يؤكد أن البدو اعتقلوا 3 إسرائيليين تسللوا من مستعمرة نيتسانا «العوجة» وسلموهم إلى الجهات الأمنية.. ويقول «أعتقد أننا نحافظ على الأرض والحدود أكثر من أى حد، فالأرض شرف لا يمكن التفريط فيه، وليعلم الناس أننا لا نتعامل مع إسرائيل، فمن مصلحتها استمرار الصراع فى سيناء».

وحول تشرد الآلاف منهم فى الجبال بعيداً عن أسرهم يقول أبورسلان «إننا لا نهاب الموت، وفى حال حدثت مواجهات فستكون دامية».

ينتمى الشاب موسى الدلح لقبيلة الترابين، ويعد من أشهر مثقفى بدو سيناء، وكان يعرض مشكلات البدو على المحافظ منذ أقل من شهرين، خلال أزمة السيول. فوجئ موسى بأن عليه 3 قضايا، يمكن تصنيف واحدة منها على أنها قضية أمن دولة عليا.. موسى قال لـ«اليوم السابع» أنا صعقت عندما علمت بالأمر، وكنا أغلقنا كل الملفات بعد اتفاق 2007 لكن بصريح العبارة طلب منى الأمن أن أسلم سالم أبولافى، وهو أمر مستحيل فى عرفنا القبلى، ولا يمكن أن أفعله وإلا تقوم حرب أهلية داخل القبيلة، ومع رفضى تم إخراج الملفات مرة أخرى، لأصبح مثل «المجنيين» فى الجبال، وأيقنت أن الداخلية «مش هتجيبها لبر معنا وهى الخاسرة».

موسى أضاف أن قبائل شمال وجنوب سيناء اتفقت على عقد مؤتمر حاشد فى الأول من يوليو المقبل، لبحث المشكلات مع الداخلية وتصعيد الأمور إلى أقصاها.. وقال «إن المؤتمر سيظهر الحقائق، فإما براءة المظلومين من البدو واحترام الداخلية لتعهداتها والإفراج عن المعتقلين، وإما التصعيد إلى ما لا يتصوره أحد».

ويدلل إبراهيم عيد سالم على اضطهاد الأمن بقوله «كنت أدرس بالسنة الثالثة فى كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، واتهمتنى الشرطة بلا دليل بأننى ساهمت فى الهجوم على سيارة الترحيلات لتهريب سالم أبولافى منها، وصدر قرار اعتقالى فتركت التعليم وهربت إلى الجبل لأنجو بنفسى».

ويقول سلامة فياض «البدو حماة الحدود من القدم، نقدر نحمى ونمنع كل شىء بشرط أن تلتزم الداخلية الهدوء معنا» وقال: «لدينا الكثير من وسائل الضغط، ونقدر أن نفجر خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل، أو خطوط الكهرباء، ونقدر أن نغلق منفذ العوجة تماماً، أو نلجأ إلى القوات الدولية فى حال هاجمتنا الداخلية، لكننا لا نريد أن تتحول سيناء إلى مذبحة».

ومن المجنيين أيضاً يقول جيرمى أبومسوح «مديرية الأمن تتصل ببعضنا، وتطلب إما العمل معهم كمرشد، أو السجن 25 سنة، وكل يوم يريدون منا ذلك».

سالم أبولافى، الهارب من سيارة الترحيلات ببئر العبد، قال «نحن نحفظ أمن المنطقة ونضمن سلامتها بشرط أن تنفذ الشرطة ما وعدت به عام 2007».. وقال «إن استقرار المنطقة يهمنا أكثر من أى أحد، فكل المجنيين الآن يد واحدة، والسلاح الخفيف والثقيل متوفر».. لاحظت سيارة حديثة تحمل «جرونوف» وعشرات الرشاشات والأسلحة، فيما يحمل سالم مسدسين وعدة قنابل ناسفة فى حزام حول وسطه.

أبولافى أضاف بأن انتقام البدو سيكون شديداً فى حالة التصعيد، ولا نريد أن تدفعنا الداخلية لارتكاب أعمال انتقامية فى حالة ملاحقتنا، وانتهاك مناطقنا، ولا نريد أن نحاربهم، ولا نريد مداهمة بيوتنا، مؤكداً أن اشتعال الأحداث الأخيرة مع الشرطة سببه سوء معاملتها للسائقين قبيل الانتخابات، ودخولهم بالمدرعات، مشيراً إلى إطلاق النار على بيت رجل كفيف وتدميره تقريباً بدون ذنب، وقال «نحن معاً ضد الظلم، لا شىء بعد الكرامة» مضيفاً: «نحن فى مكاننا وأرضنا، لن نتحرك منها لأى مكان ولن نسمح بانتهاكها، وعدم الاستقرار ليس فى صالح الداخلية، ويكفى سوء معاملة البدو، وليعلم الجميع أننا مسلحون ولدينا الألغام ومخلفات الحروب، ونقدر نستعملها» مؤكداً على أن كرامة البدوى هى حياته، وأنهم لا يخشون أية مواجهة، لأنهم لا يخشون الموت، معتبراً أنه تعرض لخيانة من الأمن وتم اعتقاله بدون سند قانونى.

ويقول سليمان أبوحميد، مدرس لغة إنجليزية بمدرسة وادى العمرو، «كنت أحصد الشعير أنا وأولادى وفوجئت بإطلاق النار على بصورة كبيرة، ثم تركتنى الحملة الأمنية بعد إصابة سيارتى».. وأضاف أبوحميد «إنهم يطلقون النار علينا لمجرد الاشتباه ويقولون لا قيمة للبدو عندهم».

أشرف الحفنى، منسق اللجنة الشعبية وأمين حزب التجمع بشمال سيناء، قال إن الحكومة لخصت التعامل مع أبناء سيناء، وليس البدو فقط، فى الناحية الأمنية وتركت التنمية، ولو أن هناك تنمية حقيقية وخدمات وفرص عمل لأبناء سيناء لتغيرت الحياة، لكن للأسف أبناء سيناء يعاملون كأنهم ليسوا بشراً.

الحنفى أضاف بقوله: «الأخطر أن المداهمات الأمنية للبيوت تتم بدون سند قانونى» واقترح لإعادة الاستقرار تحييد الأجهزة الأمنية فى التعامل مع البدو، على أن يكون التعامل سياسياً، بأن يكون لهم ممثلون شرعيون لعرض مشاكلهم على الحكومة من خلال انتخابات نزيهة.
وقال أمين القصاص رئيس لجنة الوفد العامة بشمال سيناء «لما يعامل أبناء سيناء معاملة المواطنين العاديين عندها يبدأ التفكير فى إعادة العلاقات بين الأهالى والشرطة، لأن هناك عدم ثقة لا نعرف أسبابها».

وقال القصاص سبق وناشدنا الجهات السيادية ورئيس الجمهورية لحل الأزمة، خاصة أن التنمية متوقفة فى شمال سيناء.. وطالب بإعادة النظر فى نظام الملكية المتبع حالياً لبدو سيناء لأنهم لا يشعرون بقيمتهم، خاصة وأن الحكومة ترفض تمليكهم الأراضى.

وقال محمد أبوعنقة، أمين الحزب الوطنى بوسط سيناء مركز الحسنة، إن التنمية والقضاء على البطالة، وإعادة أمانة الحزب فى القسيمة، أشياء كفيلة بالقضاء على جميع المشكلات، مضيفاً أن إنشاء دائرة انتخابية لوسط سيناء، ووجود ممثلين عن الأهالى ينقلون أصواتهم، هو الحل الأمثل لمشكلات الوسط، لأنه مع التنمية سينشغل كل فرد بزراعة أرضه، ولن تكون هناك أية فرص للخروج على القانون.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة