الصديق هبة يليقها الله عز وجل فى طريق المرء، هو الشاطى الذى يحق لك أن ترتاح عليه وتلقى على ضفتيه بما يثقل كاهلك، هو واحة الأمن وسط صحراء أهله ببشر كل منهم يتخبط فى الآخر لكنه لا يرى سوى نفسه.
هو الوحيد الذى ننزع فى صحبته القناع فى عالم امتلأ بأقنعة الزيف وأردية النفاق، هو اليد الوحيدة التى تمد إليك وقت أن يضع الآخرون أيديهم وراء ظهورهم.
حظى الصديق بمكانة خاصة فى الدين الإسلامى وعدد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأن دل هذا على شى فيدلنا على أهميه الصداقة فى حياه المرء.
يقول الرسول صلى الله وسلم حين يتحدث عن تلك الألفة التى تلقى فى قلوبنا والراحه النفسية التى تعترينا تجاه أشخاص دون غيرهم بالرغم من حداثة عهدنا معهم واختلاف البيئات التى خرجنا منها.
(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) حديث صحيح.
وللصداقة حقوق وواجبات تضمن للعلاقة نقاؤها ورفعتها وتضمن أن يحوى طريق الصداقة كلا الصديقين دون أن يحيد أحدهما عن الآخر أو يزج بكلاهما إلى الهاوية.
فى الحديث الذى أخرجه البخارى فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"،
قيل: يا رسول الله، أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟! قال: "تحجزه أو تمنعه عن ظلمه فإن ذلك نصره"، ترى أى علاقة أطهر من تلك وأى مجتمع أفضل من هذا المجتمع الذى يئزر كل منا فيه أخاه ويدرك معنى الصداقة وفائدتها المرجوة
لكن إياك أن يصحبك نافخ الكير.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك – أى يعطيك – وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة".
ونافخ الكير هذا هو صديق السوء، الذى يأخذ صاحبه إلى الهاوية يدله على السوء ويزينه له ويصده عن الطريق القويم فيقع كلا منهم فى الهاوية، فهو إما متفرجا على صديقا له يخطىء، وتاركا إياه يغرق فى الوحل دون أن يمد له يد العون
أو دافعه إلى الخطاء.
ويقول المولى عز وجل فى هذا:
(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولا"
وللصداقة كما قلنا منهجا يضمن أن يظل الاثنان على نفس الدرب.
فتعلم أن تحفظ صديقك، تعلم أن لكل صديق مدخل للنصيحة..
فما تراه أنت صواب قد يراه الآخرون عار تماما من الصحة، تعلم أن تنصت وتفهم قبل أن تتكلم تعلم أن رأيك خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرك صواب قد يحتمل الخطأ.
اجعل لك منطقة حمراء لا تهاون فيها.. ضع فى تلك المنطقة تعاليم دينك ومبادئك وانطلق من حولها.
اجعل آخر وسائل تعبيرك هى لسانك.. ابدأ بقلبك واسمع ما يهمس به عقلك ثم عبر بلسانك.
واستمع دائما إلى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
"عن النواس بن سمعان رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك فى نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم
كن واضح النفس صريحا ولاتظن بغيرك شرا.. أحسن الظن وتذكر القول التمس لاخيك سبعين عذرا فإن لم تجد فقل لعل له عذرا لا أعرفه.
وان رأبك من أخيك شىء فصارحه بما فى صدرك فقد يصل إلى علمك منه ما لا تعرفه
لا تتلمس أخطاء الآخرين ولا تبحث فى عثراتهم.. كن سمحا لينا وافتح قلبك لكل همس طيب تسمعه
وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس.
وإن أردت يوما أن تنصح صديقك فتأكد أن تكون تلك النصيحة همسا لا صوتا عاليا مرتفعا أهمس ليستمع إليك قلبه قبل أن تفزع عقله بصوت نصائحك.
بنى
فى الحياة نقابل وجوها كثيرة.. وجوه تكن مثل اللافتات على الطريق مهما كانت مضاءة ومزينة لا تزيد عن كونها لافتة مرت عليك ووجوه ما إن مررت بها
لابد أن تتوقف وتصحبها معك فى الطريق،
وكلما مرت عليك السنوات كلما قل عدد من تتوقف لتصحبهم معك،
علمتنا الحياة أن هناك ناسا وهناك أيضا أعز الناس.
فإذا وجدت الصديق فعض عليه بالنواجذ فهو هبة من الله عز وجل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة