بعد فوزه بالإجماع فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، التى شهدت "خناقات" ومشادات كلامية ومعارك ساخنة، تحدث الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن رؤيته للمرحلة المقبلة وعن مشكلات الاتحاد وقضايا النشر، وأكد فى هذا الحوار على أنه سيطالب بمنع الناشرين غير الأعضاء من ممارسة مهنة النشر.
ما هى رؤيتك لاتحاد الناشرين المصريين فى الفترة المقبلة؟
هناك العديد من القضايا التى تنتظر الاتحاد فى الفترة القادمة، وتأتى على رأسها قضية "حقوق الملكية الفكرية" التى تُهدر فيها حقوق الناشر، وسنحاول أن نتعاون مع جميع الجهات المعنيّة بصناعة النشر مثل الهيئات والحكومية والوزارات والمكتبات العامة من أجل الارتقاء بصناعة النشر، ومن خلال لجنة تطوير الأداء، وسيعقد الاتحاد دورات تدريبية للناشرين، كما سأطالب بتفعيل مواد القانون الذى يمنع غير الأعضاء بالاتحاد من مزاولة مهنة النشر، بل سأطالب بتغليظ العقوبة عليهم فهناك العديد ممن يدّعون انتسابهم لـ"عائلة الناشرين" ويسيئون لمهنة النشر ويهدرون حقوق المؤلفين مما يتسبب فى الإساءة لسمعة الناشر.
ألا ترى أننا نعانى من الجهل بثقافة الملكية الفكرية مما يعرقل مساعى الاتحاد فى هذا الشأن؟
أتفق معكِ، فـ"القارئ العربى" ما زال يعتبر الحصولَ على الكتاب المسروق نوعاً من "الفهلوة"، ولا يجد عيباً فى أن يحصل على نسخة إلكترونية مسروقة من الكتاب دون أدنى شعور بالذنب، ومن خلال اتحاد الناشرين العرب شاركنا فى سَنّ قوانين من أجل حقوق الملكية الفكرية، وعلى وسائل الإعلام أن تتعاون معنا من أجل توعية القراء بمفهوم الملكية الفكرية.
وفى رأيك لماذا يعزف البعض عن الانضمام للاتحاد؟
قد يظن البعض أن دور الاتحاد يتلخص فى الحصول على تخفيضات فى المعارض ولدى شركات الشحن وغيرها، فيظن أنه ليس بحاجة إلى ذلك، ولكن دور الاتحاد أعمق من ذلك بكثير، فنحن نعمل على الارتقاء بمهنة النشر والمحافظة على حقوق المؤلفين، والبعض منهم يرفض دفع رسوم الاشتراك السنوية والتى تقدر بـ700 جنيه وأكرر لكِ سنطالب بتفعيل القانون الذى يمنع غير الأعضاء من ممارسة مهنة النشر، بالإضافة إلى أن هناك بعض المعارض العربية التى تستلزم أن يكون الناشر عضواً بالاتحاد، كما أن معرض القاهرة العام القادم سيقلص المساحة بعد نقله إلى قاعة المؤتمرات وستكون أولوية المشاركة للأعضاء بالاتحاد، فالناشر العضو يقف خلفه الاتحاد أما الناشر غير العضو فلا أحد يحميه.
ولكن الاتحاد يتخاذل دائماً تجاه الناشرين غير الأعضاء.. خاصة فيما يتعلق بقضايا المصادرة؟
كيف نساعد "ناشراً" ينشر بالمخالفة للقانون، ولا ينضم إلينا على الاستمرار فى هذا، فلماذا لم يبادر هذا الناشر بالانضمام إلى الاتحاد حتى نحمى مصالحه؟!.
وفى رأيك.. لماذا تتقاعس الدولة عن تطبيق القانون ضد هؤلاء الذين ينشرون دون عضوية الاتحاد؟
الدولة لم تتقاعس، ولكن الناشرين الأعضاء فى الاتحاد والاتحاد نفسه لم يطالب الدولة بالتدخل، فنحن أصحاب المصلحة ونحن المضارون ولابد لنا أن نتدخل.
وكيف ستعالج أزمة التوكيلات التى تسببت فى "الخناقة" التى شهدتها الانتخابات الأخيرة؟
سأعود للائحة الداخلية للاتحاد، وسأمنع التصويت عن طريق التوكيلات وسنحوله إلى الاقتراع المباشر، كما يحدث فى اتحاد الناشرين العرب، خاصة أن ذلك يوافق رغبة عدد كبير من الأعضاء، منعاً لشراء الأصوات.
وكيف ستحل مشكلة الاتحاد مع شركات الشحن.. التى كانت محوراً لحديث الناشرين يوم الانتخابات؟
الناشرون اشتكوا من أن بعض شركات الشحن تغالى فى أسعارها والبعض الآخر يؤخر الكتب عن موعدها المحدد، والحل يكمن فى توزيع الناشرين على أكثر من شركة حتى يتمكن الجميع من أداء دوره بكفاءة، وسنختار من خلال الاتحاد أفضل الشركات فى السعر والخدمة من خلال مناقصات ومظاريف مغلقة، ولكن شركات الشحن تفتقر إلى الاحترافية الكاملة، ولا تدرك أنها أهم حلقة فى توصيل الكتاب، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط منتظمة للشحن، مما يعرض الكتب للخطر.
وهل ستؤثر الخلافات التى حدثت يوم الانتخابات على عمل مجلس الإدارة؟
بعد انتخابى رئيساً للاتحاد طالبت الجميع بطى تلك الصفحة والبدء من جديد، إلا أن المشكلة أن هناك 28 طلباً من أعضاء الجمعية العمومية يطالبون بسحب الثقة من أحد أعضاء مجلس الإدارة ويعتبرونه تسبب فى إهانتهم، وهو ما أحاول أن أجد له حلاً يرضى جميع الأطراف، وأعتقد أن ما حدث ظاهرة صحية، لأن الأعضاء بدأوا فى الاهتمام بالانتخابات.
وماذا ستفعل فى حال إذا أصروا على سحب الثقة من هذا العضو؟
لابد أن يتم تحويله إلى لجنة التأديب، ولكننى سأسعى للم الشمل ولن تصل الأمور إلى هذا الحد.
وما رأيك فيما يردده البعض من أن الاتحاد يتخذ توجهاً إسلامياً محافظاً؟
لابد أن نتفق على وجود تيارات فكرية مختلفة موجودة فى المجتمع المصرى، ولا ننكر وجود الإخوان المسلمين والإسلاميين فى مجلس الشعب، ولدينا حوالى 40 دار نشر ذات اتجاه إسلامى ولا يمكن أن نمنعنهم من الانضمام إلى الاتحاد، ولكن من يدخل من باب اتحاد الناشرين، فعليه أن يخلع عباءته الفكرية على الباب أياً كان توجهه.
ولكن هذا قد يقف ضد حرية الرأى والتعبير ويمنع الكتاب من بعض الآراء المتحررة؟
الاتحاد يقف مع قضايا الرأى والتعبير وأنا ضد المصادرة، وقد يتحكم الناشر من خلال توجهه الفكرى فيما ينشره من خلال الدار التى يمتلكها، وليس من خلال الاتحاد، وعلينا أن نرد على الفكر بالفكر وليس بالمصادرة.
وكيف سيتعامل الاتحاد مع النشر الإلكترونى فى المرحلة القادمة؟
النشر الإلكترونى لا يزاحم النشر الورقى، فالصحافة الإلكترونية لا تقضى على المطبوعة، فنحن نؤمن بمبدأ التعايش بين كافة الوسائل، وسنتعامل من خلال الاتحاد مع النشر الإلكترونى.
موضوعات متعلقة
"خناقة" فى انتخابات اتحاد الناشرين المصريين