أرسل الدكتور "يوسف زيدان" رسالة إلى كل المتضامنين معه وحصل "اليوم السابع" على نسخة منها، عبر فيها "زيدان" عن خالص شكره وتقديره لمن وصفهم بالمنتصرين للنور فى وجه الظلام، مؤكدا أنه لن يتراجع عن آرائه ولن يناور من أسماهم المنتفعين المستفيدين من تجهيل الناس، مؤكدا أنهم يعلمون أن العقيدة والدين لا شأن لها بما يفعلون، وعبر "زيدان" عن خالص شكره وامتنانه للمحامين الذين تبرعوا بالدفاع عنه والمفكرين الذين وقفوا إلى جواره وهم "يحيى الجمل، على الغتيت، محمد سليم العوّا" ومعهم محامى "اتحاد كُتَّاب مصر"، وإليكم نص الرسالة..
لكم كُلِّكم، أيها الأحبَّةُ المنتصرون للنور فى وجه الظلام، كُلُّ تقديرى.. ولكم كنتُ أكتبُ، وسأبقى أكتبُ مادام فى قلمى المداد، وفى قلبى المدد الآتى من حُب هذا الوطن.
وبالحق أقول لكم: لن أخدع أو أخادع أو أضع مصحفاً فوق رُمحى، مثلما يفعل المرهبون، المبطلون. وما سعيتُ أصلاً إلا لإنارة المظلم ولاستنارة المضبَّب. ولن أناور أو أداور أو أدور مع أهواء المنتفعين المستفيدين من تجهيل الناس وتخليط الحقائق بالأباطيل. أولئك الذين يتمحَّكون بالدين، أى دين، وهم يبغونها عِوجَاً.
وبالحق أقول لكم: لن أتراجع أو أُهادن أو أنهد أمام المهدِّدين بكل ما أُتيح أمامهم من حيلٍ يتوسَّلون بها إلى تحقيق مصالح شخصية ومآرب خفية. يلوِّحون فى وجوهنا بسيوفٍ وأسنَّةٍ يرفعونها باسم الدين، طمعاً فى الدنيا وسعياً لإسكات أىِّ صوت مستنير، وهم يعلمون أن العقيدة والدين، لا شأن لهما بما يفعلون .. ولكن الله من وراءهم مُحيطٌ.
وبالحق أقول لهم: ابحثوا عن سقط متاعكم الدنيوى، بعيداً عن المساس بسلامة هذا الوطن الذى لا وطن لنا غيره، ولا هجرة إلى غيره. فمصرُ دمعتنا الوحيدة الباقية، ولن نسكبها تحت أقدامكم. وهى الموئل والمتراس الأخير الذى لن نهرب منه، ولن نهرب فيه. ففيه وُلدنا، مسلمين ومسيحيين، وفيه سنموت بعد حينٍ ، مثلما وُلدنا أولَ مرةٍ: أبرياء من الأهواء والغلِّ، ومن السخائم والإحن.
وبالحق أقول لهم: عبثاً ما تفعلون، ومخذولٌ ذلك النهج الذى تسلكون. فلن نرتاع من زاعقٍ مخوِّف، أو ناعقٍ مهدِّد، أو متاجرٍ بهواه مدعياً أنه الناطق باسم الإله. ولسوف أمضى فى سبيلى، ثابتاً، وأقطع الخطى التى كُتبت علىَّ، موصولاً بالمحبة، آملاً فى انقشاع الضباب عن العقول، وفى تبديد الأوهام عن القلوب .
وبَعْدُ.. فها أنا أنتظرُ استدعاء "نيابة أمن الدولة العليا" للمثول، لأول مرة فى حياتى، أمام المحقِّقين فى تلك المزاعم العجيبة، والدعاوى التى يتوسَّل بها الزاعمون، المفزعون، الساعون إلى إطفاء نور الفكر وأَلَق الإبداع الإنسانى الوهَّاج؛ وما هم بقادرين على أن يطفئوا بأفواههم نور اليقين.. والله (الربُّ) يتمُّ نوره، ولو كره الكارهون.
ولسوف أذهب لسراى النيابة، واثقاً فى العدل والعدالة، ملتزماً من بعد ذلك بالصمت الواجب قانوناً، حتى تنجلى عنى وعن جميع الأُمة، هذه الغُمَّة. وأبقى من بعد، راضياً بما سوف يسفر عنه، إعمالُ العقل وتطبيق القانون والدستور الذى كَفُل لنا حرية الفكر والإبداع .
وبالطبع، فلن أذهب لسراى النيابة وحدى. لأنَّ معى محبةَ المتضامنين، وخبرةَ تراثٍ طويل من اضطهاد العلماء والمبدعين. ومعى مفكرون وكتابٌ مصريون، أقباط ومسلمون، سوف ينقضون أمام المحقِّقين مزاعم المدَّعين. ومعى محامون شرفاء بادروا إلى الوقوف إلى جانبى فى هذه المحنة، انتصاراً للحق وإعلاءً لمناره، وخزياً للباطل وخذلاناً لذيوله وآثاره.. وهم الدكاترة الأفاضل: يحيى الجمل، على الغتيت، محمد سليم العوّا؛ ومعهم محامى "اتحاد كُتَّاب مصر" .. ومهما سيحدث، فلسوف ينتصر النورُ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة