محمد فوزى طه يكتب: احكى يا شهرزاد.. اصمتى يا شهرزاد!

الأحد، 09 مايو 2010 12:31 م
محمد فوزى طه يكتب: احكى يا شهرزاد.. اصمتى يا شهرزاد! غلاف ألف ليلة وليلة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت المواجهة بين فريقى معارض ومؤيد لحجب أو نشر ألف ليلة وليلة.. والحقيقة أننا وصلنا لمرحلة جديرة بالتأمل الحزين الساخر فى ذات الوقت.. فكتاب ألف ليلة وليلة كان، ولا يزال، منذ العصور القديمة المتلاحقة زادا للخيال والجمال الخصب المميز، وإضفاء تأملات ومواعظ يرغب فيها كل البشر واقعا أو حلما على اختلاف مشاربهم.. ولم ينظر إليها أحد نظرات الريبة والعهر والتشكك، بل كان الجميع ينظر إليها نظرة الانطلاق إلى عوالم أرحب فيها الجن والسياف والملوك والصعاليك والأميرات والجميلات والساحرات..
سمعناها صغارا عندما حكت لنا شهرزاد على لسان القديره زوزو نبيل، لتعلمنا التساؤل فسألت أمى عن مكان المصباح ليخرج لى خادمه حتى آمره بأن يجوب بى بلاد العالم كله، وهى معى، ونمتلك قصورا وأتزوج بست الحسن والجمال، وكانت تضحك من كلامى وتأمرنى بالتركيز فى حل واجب الحساب حتى يأتينى المصباح وحينما تنتهى الحلقة كنت أحزن، لأن شهرزاد أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح، فأنا أريدها أن لا تتوقف أبدا حتى تنتهى الحكايات!..
وكبرنا وقرأنا وتأملنا.. فلم نتوقف عند كلمات الجنس، ولم تأخذ هذا الحيز الضيق ليكون لنا سلوكا.. هذا لو كان الكل قد امتلك الطبعة القديمة! من حكايات ألف ليلة خرج فنانون وأدباء وحكماء ليحكوا ويبدعوا ويعزفوا أنغاما تغدوا بك إلى السماء فكيف ننسى الفنان الروسى ( ريمسكى كورساكوف ) مؤلف التحفه الفنيه الموسيقيه شهرزاد استنادا لحكايات ألف ليلة، والتى تجعلك لا تستمع لأحد فأنت عند سماعها لن ترى ولن تسمع أحدا حتى تنتهى، هذا إن شبعت أو تشبعت منها! ولماذا نذهب بعيدا.. لنقرأ كتاب ليالى ألف ليلة لفلتة عصره وزمانه الروائى الأشهر، نجيب محفوظ ،.. وكيف استمد منها ما كتب فأبحر وغاص وأخرج الدرر الكامنة وفى رأيى أنه بها تكفيه ليستحق نوبل.. لن أتكلم عن الباليه، ولا المسرحيات التى كانا الأساس فيهن لهذه التحفة المسماة ألف ليلة.. فكيف يأتينا من يريد شطب هذا كله من الذاكرة والعين؟..
وإن كان ولابد فليروا ويمنعوا كتابات وكتب لا شىء فيها سوى الجنس الصريح الواضح الفاضح، ومع أنه كذلك، فلا أحد يلتفت إلا للشهرة على حساب تراث أصيل فيه القليل جدا من الذى نختلف عليه، لكن لم ولن يصل أبدا إلى ربع فجاجة وفجاعة ما نعيشه، فلتحكى شهرزاد!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة