حذرت "مجموعة الأزمات الدولية" للأبحاث من أنه إذا حدث ما هو متوقع، وقرر جنوب السودان الانفصال عن الشمال فى استفتاء تقرير المصير العام 2011، فإنه سيكون بحاجة إلى دعم جيران السودان لضمان احترام قرار الجنوبيين، ومنع اندلاع نزاع جديد.
ويتناول تقرير "مجموعة الأزمات" الذى تلقت وكالة كردستان للانباء (آكانيوز) نسخة منه، والذى يحمل عنوان "السودان: المواقف الإقليمية حول احتمالات استقلال الجنوب"، العلاقات التاريخية والمصالح الإستراتيجية للدول الإقليمية الرئيسية ومواقفها من الانفصال المحتمل للجنوب.
وذكر التقرير أن العديد من الدول المحاذية للسودان تورطت أو تأثرت بحروبه الأهلية وهى ستتأثر سواء إذا كان الانفصال سلميا أو إذا تجدد النزاع.
واعتبر التقرير أنه إذا كانت عملية الاستفتاء تتمتع بالمصداقية مثلما تنص عليه اتفاقية السلام الشامل الموقعة فى العام 2005، والتى أنهت 20 عاما من القتال، كما الدستور الوطنى الانتقالى، فإن الاعتراف بدولة جنوبية جديدة يجب ألا يكون خطوة معقدة.
وقال المحلل فى "مجموعة الأزمات" زاخ فيرتين" إذا لم تجرى الأمور كما هو مخطط لها، وخصوصا إذا حاولت الخرطوم التلاعب أو عرقلة العملية أو نتائجها، فإن الدول والمؤسسات الإقليمية يجب أن تنظر فى كيفية القيام بالرد الأمثل من أجل ضمان احترام حق تقرير المصير وتجنب اندلاع نزاع جديد".
وبعدما أشار إلى أن "الظروف هى التى ستصيغ سياسات رد معينة"، اعتبر التقرير ان اللاعبين الإقليميين يجب ان يستعدوا منذ الآن لكافة الاحتمالات بما فى ذلك خيار الانفصال والاعتراف بهذه الدولة المستقلة، أو قرار بالحفاظ على الوحدة، أو تعرض حق تقرير المصير لتحد، أو الطعن المحتمل بنتائج الاستفتاء.
ودعا التقرير إلى سياسة متناغمة بين المجموعة الإقليمية "ايغاد" والاتحاد الأفريقى، مرجحا أن تكون دول "ايغاد" الإقليمية الجهة الأولى التى تقوم بتوصيات تتعلق بوضع جنوب السودان فى مرحلة ما بعد الاستفتاء، بدور مضمون من الاتحاد الأفريقى، وهو ما سيكون ضروريا لضمان أقصى ما يمكن من شرعية للدولة الجديدة.
وقال مدير برنامج القرن الأفريقى فى "مجموعة الأزمات" جان هوجيندورن إن "أى عودة لنزاع فى السودان سيؤدى بلا شك إلى تورط المنطقة".
