لسنا فى حاجة لقراءة المندل أو الفنجان لنعرف أن حكومة الحزب وحزب الحكومة، كلاهما يعملان لصالح فئات محدودة وأنهم متفرغون لدعم المحتكرين والقادرين، وحرمان المحرومين والمعدومين، فقد رأينا وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى يقدم مرافعة عصماء دفاعا عن دعم المصدرين، لكن نفس الوزير بشحمه ولحمه ووزارة ماليته يقفون أمام دعم الفلاحين والزراعة، وترى الدكتور يوسف ومعه أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة يرفضان زيادة موازنة الزراعة لأكثر من 800 مليون جنيه، ويعرقلان رفع موازنة الصحة التى لا تكفى لشهر.
وفى الوقت الذى يدافع فيه وزير المالية يوسف بطرس عن دعم المصدرين ويقول إن تخفيض دعم الصادرات يؤدى لزيادة البطالة، نجده هو نفسه بالاتفاق مع لجنة الخطة والموازنة يرفضون رفع موازنة الزراعة، التى لا تتجاوز 800 مليون جنيه، بينما دعم المصدرين يتجاوز المليارات تقدم عن طيب خاطر.
ولا مانع طبعا من دعم المصدرين، لكن كيف يمكن أن نجد شيئا نصدره، ونحن لا ندعم المنتج الذى هو الفلاح، الذى تستخسر فيه الحكومة وحزبها مليار جنيه، بينما كما يقول نائب الحزب الوطنى فاروق بهجت يهاجم نواب فى الحزب الوطنى يحصلون على 300 مليار جنيه سنوياً دعما للطاقة، وزميله نائب فى الوطنى قال «فيه ناس عاملة مظاهرات علشان 100 جنيه وناس بتاخد مليون جنيه دعم للصادرات".
هذه هى الازدواجية الحزب وطنية الحكومية- تكشف لنا دون الحاجة إلى أى جهد أن هناك تواطؤ ضد الفلاحين المطاردين بديون بنك التنمية ومحتكرى البذور والسماد، مع أنه هو الذى ينتج ويزرع ويصاب بالأمراض ويظل كالأيتام على موائد الحزب الوطنى وحكومته، مع أننا نرى فى أوربا وأمريكا أن الفلاح يحظى بالدعم والرعاية ليس من أجل سواد عيونه لكن لانه هو الذى ينتج ويزرع، ومع كل التقدم التكنولوجى والصناعى، فإن توفير الغذاء يبقى هو التحدى الأول لأى نظام حكم، وإذا قتلنا الفلاح نقتل غذائنا، وهو مانراه يوميا فى مصر، حيث الفلاحين هم الفئة الأكثر تعرضا للإهمال والظلم والاحتكار والقتل المتعمد، لدرجة أن وزارة الزراعة تفضل استيراد القمح الفاسد على تسلم القمح من الفلاح المواطن، وشعارهم ساهم يا مواطن فى دعم الصادرات، وقتل الفلاحين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة