"الماس الكهربائى" البطل فى حرائق المناطق الصناعية بالصيف.. الخسائر بالملايين والدوافع ترتبط بتفادى العجز فى الميزانية أو الاستفادة من التأمينات

الأحد، 09 مايو 2010 01:00 م
"الماس الكهربائى" البطل فى حرائق المناطق الصناعية بالصيف.. الخسائر بالملايين والدوافع ترتبط بتفادى العجز فى الميزانية أو الاستفادة من التأمينات حرائق قد تكون مفتعلة - صورة أرشيفية
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهرى يونيو ويوليو أبرز شهور السنة فى استضافة حرائق الشركات والمصانع التابعة للقطاع العام، والخاصة على حد سواء، والمتهم الأول والرئيسى فيها الماس الكهربائى، أما الأسباب فتتمحور حول التلاعب فى الميزانيات لإخفاء عجز قد يطرأ أثناء الجرد السنوى أو الاستفادة من مبالغ التأمينات.

6 حرائق هائلة شهدتها المنطقة الصناعية فى 6 أكتوبر مؤخرا تخطت خسائر الواحدة 300 مليون جنيه، الأمر الذى فتح ملف اندلاع الحرائق صيفا بالمخازن، والتى وصلت إلى 6‏ آلاف حريق خلال العام الواحد فى مصر، طبقا لآخر الإحصائيات، تسبب فى إهدار ملايين الجنيهات، وعدد من العمال الذين تزهق أرواحهم حرقا أو خنقا.

"الماس الكهربائى" لعب دور البطولة فى حريق جهينة الذى استمر أكثر من 10 ساعات، وقدرت خسائره بـ 350 مليون جنيه، وجاء بعد ساعات من اندلاع حريق مروع بـ"الشرقية للدخان " فى نفس المنطقة.

10 أيام فقط كانت شاهدة على ثلاثة حرائق فى محافظة 6 أكتوبر، خاصة المنطقة الصناعية التى يقع بها كبرى المصانع والشركات، ونتج عنه إهدار ملايين الجنيهات، لكن ما أثار الجدل هو ارتفاع عدد الحرائق فى شهرى يونيو ويوليو، حيث يتم فى هذين الشهرين الجرد السنوى، مما يجعل المتلاعبين بماليات الشركات يحاولون التخلص من أدلة إدانتهم فيكون الحريق هو الحل، بينما يكون الماس الكهربائى الشماعة التى تحمل عليها جميع الأخطاء.
البعض ربط زيادة الحرائق بارتباط الشركات بعقود مع شركات التأمين، إذ ربما يكون إنتاج المصانع "مرتجع" أو غير صالح لعرضه بالسوق، وبالتالى يكون الحريق هدفا للحصول على التأمين، ويلعب الماس الكهربائى دور البطولة وربما تم استبداله بـ "عقب سيجارة" فى بعض الأحيان.

الجدير بالذكر أن الحرائق تزداد بصورة ملحوظة فى هذين الشهرين بمصر، خاصة أكتوبر، التى تسجل محاضر الشرطة اندلاع من 4 إلى 6 حرائق شهريا، وهو معدل مرتفع، ومن أكثر المناطق احتراقا بالطبع هى المناطق الصناعية وتكون الخسائر فادحة، لوجود العديد من المصانع مصطفة على شريط طويل، الأمر الذى يجعل ألسنة النيران تمتد إلى العديد منها، ناهيك عن عدم وجود لوحات إرشادية كافية بالمحافظة تسهل على سيارات المطافى سرعة الوصول إلى مكان الحريق، الأمر الذى يجعل الكارثة تتفاقم بسرعة، إضافة لاتساع المساحات وارتفاع الرياح، الذى يساعد على توهج النيران، كما أن وجود مصانع لـ "ماتور" السيارات يجعل الحرائق أكثر اشتعالا ويتسبب فى فرقعات تهتك الهدوء الذى يخيم على السادس من أكتوبر.

خفض الرقابة والمتابعة أهم أسباب الحرائق فى مصر، بجانب عدم الالتزام بقواعد الأمن الصناعى، التى توجب تجهيز المبانى الحكومية بإمكانيات حديثة تجعلها قادرة على مقاومة الحرائق، بغض النظر عن التكاليف المادية لهذه التجهيزات، مع ضرورة صيانة الأجهزة للاستعداد للحرائق فى أى لحظة، مما يقلل من الخسائر المادية والبشرية للحرائق.

و يجب على المصانع بالمناطق الصناعية الكبرى الالتزام بالـ 23 بندا للأمن الصناعى، وتوفير مصادر المياه بالقرب من المصانع، ووجود أفراد مدربين على التعامل مع الحريق بمختلف درجاتها، لكن العديد من المصانع تتخلى عن الاحتياطات الوقائية بسبب التكلفة العالية، وتكتفى بوسائل إطفاء بدائية لا يمكنها مقاومة كبرى الحرائق، مما يفقدها قدرتها على السيطرة على الحريق قبل وصول سيارات المطافى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة