قال الروائى إبراهيم عبد المجيد بعد إحدى ندواته، إن روايته "طيور العنبر" لم تنل ما كنت أتوقع أن تناله من اهتمام نقدى، كما لاقت روايتى "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، فمن وجهة نظرى، أن "طيور العنبر" أهم بكثير من "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، فهى أول رواية فى الأدب العربى ترصد زوايا المدينة، وتتناول انتقال المدينة من عصر إلى عصر، غير أنها رصدت فترة خروج اليهود واليونان والإيطاليين من الإسكندرية فى الفترة من 1956 وحتى 1961، كما أن تسعين بالمائة من شخصيات الرواية عاصرتهم وأنا فى الخمسينيات، وعلى سبيل المثال فإن شخصية "خير الدين خير الدين" فى الحقيقة اسمه "السيد خير الدين"، وهو يكبرنى بأربع سنوات، وحصل على دبلوم تجارة، وجاء من الإسكندرية إلى القاهرة ليعمل فى أحد المصانع الحربية فى حلوان، وكنا على تواصل مستمر، ولدى منه خطابان بخط اليد، مازلت محتفظًا بهما حتى الآن، وتوفى الرجل بمرض السُّل كما ذكرت فى الرواية.
وأضاف عبد المجيد "من وجهة نظرى، فإن الرواية لم تظلم من ناحية النقد فقط، ولكن ما حدث هو أنه لسوء حظ الرواية، أنها تزامنت مع انشغال الأدباء والمثقفين برواية "وليمة لأعشاب البحر" للأديب السورى حيدر حيدر، إضافةً لسوء تقديرى الشخصى لجهد دار الهلال، فبعد أن بيع من الرواية فى العام الأول من طباعتها 80%، قيل لى بأنه لا توجد مبيعات للرواية، وصدقت ما قالته لى دار الهلال، وانشغلت كثيرًا عن "طيور العنبر" حتى أواخر عام 2008، واكتشفت أن دار الهلال احتفظت بألف نسخة المتبقية من خمسة آلاف نسخة فى مخازنها، ولم تعمل على طرح الرواية مجددًا فى الأسواق، وقمت بطبع الرواية مجددًا عن دار الشروق، وصدر منها طبعتان فى عام واحد".
وعادة ما يعتقد بعض المبدعين أن هناك رواية أو ديوان شعر لأحد المبدعين لم يأخذ حقه نقديًا، بسبب عدم اهتمام النقاد به، وبحثًا عن هذه الرواية فى أعمال المبدعين سألنا الأديب الكبير خيرى شلبى فقال إن سبب ظلم العمل الأدبى فى مصر هو أننا بحاجة إلى الناقد المفكر المبدع، وأن الثقافة العربية فى الأساس هى ضد الفكر النقدى، لذا وصفها خيرى شلبى قائلاً "إن الإبداع العربى أعرج يسير على قدمٍ واحدة، ولسوف تطول محنة الثقافة العربية، وستبقى أعمال الأدباء مظلومة، والأجر والثواب على الله".
وفى سؤالنا للروائى عزت القمحاوى قال: عندما تسأل كاتبًا عن ظلم إبداعه فإن أول ما يتبادر إليه هو شيئان، أولهما النقد، وفى الحقيقة أنا لا أعول على النقد، بيد أن علاقتى مع القارئ هى ما تشغلنى، وأسعى ألا تنقطع، وثانيهما الجوائز وأنا لا أتقدم لأى جائزة، وأرى أن عملى الأدبى "المظلوم" حقًا، هو روايتى التى أكتبها منذ عام 1999 وحتى الآن، فأنا أهرب من مكان لآخر حتى أنتهى منها، والرواية تدور فى قريةٍ متخيلة، أبنائها من أجيال متعددة، والرواية فى حد ذاتها توثيق لأحد تجاربى الأليمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة