مع إغلاق باب الترشيح لانتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، أعلنت جماعة الإخوان برنامجها الذى يخوض به 14 من مرشحيها الانتخابات فى 11 محافظة بشعار "الإسلام هو الحل"، مؤكدين أن مشاركتهم تنطلق من الواجب الشرعى لتحقيق الإصلاح الشامل، وإزالة التعارض المزعوم بين مبادئ الشريعة الإسلامية وبين الدولة المدنية الحديثة، وترسيخ مبدأ الحرية والدعوة إلى قيام حكم رشيد قائم على العدل والمساواة بين جميع أفراد الأمة.
وأكد برنامج الجماعة أن المصريين من مسلمين ومسيحيين مجتمع واحد، وجزءٌ متلاحمٌ ومتكاملٌ من النسيج الوطنى، متساوون فى كافة الحقوق، وعليهم كافة الواجبات، دون تمييز أو تفرقة وفق مبادئ الإسلام وقواعده، وشركاءُ فى الوطن، مشدِّدين على رفضهم الفتنة الطائفية التى يعتبرونها ظاهرةً دخيلةً على المجتمع المصرى المتماسك.
وأفرد البرنامج- الذى انفرد به "اليوم السابع" فى 6 أبريل الماضى لكن تم اختصاره من 50 صفحة إلى 22- جزءا خاصا عن الكنيسة المصرية ودورها فى إطار رؤيتهم للمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، مؤكدين أدوارها الفاعلة عبر التَّاريخ التى تنوَّعت ما بين اجتماعى وتربوى وثقافى، حيث ساهم الإسلام بسماحته فى تدعيمها.
وشدد البرنامج على ضرورة دعم دور الكنيسة فى مجال صيانة قيم المجتمع وأخلاقياته، ومواجهة موجات الغزو الفكرى الآخذة فى التَّنامى والموجهة إلى المجتمع المصرى والعربى والإسلامى، داعين لدعم قيم التَّرابُط الأسرى والاجتماعى والوحدة الوطنيَّة، فى مختلف المجالات المجتمعية، وذلك عبر التَّعاوُنِ مع مُختلف مُؤسَّساتِ الدولة والمجتمع المدنى المصرى، وتطوير حوار بنَّاءٍ وفاعل بين الكنيسة من جهةٍ والأزهر الشريف والأوقاف وسائر المؤسسات الإسلاميَّة المدنية الأخرى للمحافظة على ترابط النسيج الوطنى.
وذكر البرنامج أن الإخوان يخوضون الانتخابات تأكيدًا لعدد من الحقوق والمبادئ، كاحترام إرادة الأمة والفصل بين السلطات والتداول السلمى للسلطة، واستقلال القضاء، وحرية تكوين الأحزاب، وحق إصدار الصحف، فضلاً عن محاربة كل صور الفساد والاستبداد والانتهاك لحقوق الإنسان، ورفضها حالة الطوارئ وكل القوانين المقيدة للحريات، بالإضافة إلى سعيهم للمساهمة فى تقديم الحلول العملية لمشكلات الأمة، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وتقرير حق أبناء الشعب فى الاستفادة المتساوية من ثروات الوطن وموارد الدولة.
وركز البرنامج عن خوض الجماعة الانتخابات للقيام بالواجب الشرعى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتشجيع المشاركة فى بناء الإنسان الملتزم بعقيدته التى اختارها.
ويتكون البرنامج من 7 فصول، ضمَّت طرق إصلاح أحوال مصر داخليًّا وخارجيًّا، سواء كان سياسيًّا أو اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا أو تنمويًّا أو قوميًّا.
وعن رؤيتهم فى إصلاح المؤسسات الدينية، دعا برنامج الجماعة إلى تفعيل مجمع البحوث الإسلامية، وإعادة تشكيله بدمج هيئة كبار العلماء فيه، واختيار أعضائه بالانتخاب، واختيار الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر بالانتخاب، وطالب الجماعة بوضع إستراتيجية للتنمية تكون فيها السياحة تحتل مكان الصدارة، داعين إلى وضع خطط لحماية المناطق السياحية فى المدن المصرية القديمة، وعلى سواحل البحرين المتوسط والأحمر على أسس سياحية حديثة، ومنع النمو العشوائى للمبانى حول هذه المناطق، وتوفير بنية أساسية متطورة وتسويق المنتج السياحى على المستوى الدولى.
وإعادة توزيع الدخول للعاملين فى الجهاز الإدارى للدولة بما يحقِّق العدالة وتوفير الخدمات الأساسية الصحية والغذائية والتعليم والسكن لتنمية مستوى حياة الأفراد، مع الاهتمام بضبط الأمن العام، وتحقيق استقرار مؤسسات المجتمع ودعم سبل مكافحة الجريمة، وحماية الأخلاق، من خلال تبنِّى فلسفة تهتم بإصلاح أجهزة الأمن المختلفة، ودعمها وتحديد أهدافها فى إطار حماية المجتمع دون تحيُّز أو انحراف.
وشدَّدت على ضرورة استقلال القضاء وإلغاء تبعية التفتيش القضائى لوزارة العدل، ووضع حدٍّ لهيمنة السلطة التنفيذية على سلطة القضاء باستقلال موازنته واستقلال منصب النائب العام.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية دعا البرنامج إلى إعادة النظر فى الاتفاقات والمعاهدات الدولية- خاصة كامب ديفيد- وعرضها على الشعب، وتفعيل جامعة الدول العربية بإعادة النظر فى ميثاقها وآليات العمل العربى المشترك، وتفعيل الدور المصرى الأفريقى، والمشاركة فى كل ما يضمن حق الشعوب فى الحياة الحرة الكريمة بعيدًا عن هيمنة الدول الكبرى، ودعم المقاومة ضد المحتل ووقف كل أشكال التطبيع الاقتصادى والثقافى والسياسى والأمنى مع إسرائيل، وفتح معبر رفح والسماح للقوافل الإغاثية فى الداخل والخارج.
الإخوان يعلنون برنامجهم لانتخابات الشورى انطلاقًا من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. والدعوة لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد ووقف التطبيع ودعم دور الكنيسة التربوى والأخلاقى.. واختيار شيخ الأزهر بالانتخاب
الأحد، 09 مايو 2010 10:54 م