نعم فعلها الولد الشقى، وتركنا ورحل، حمل عصاه بعد أن قال كلمته واطمأن قلبه وأراح ضميره، وألقى التحية على الصحب وقال سلاماً، وإلى أرض اليقين حزم حقائبه الممتلئة بأرصدة الحب وغادر والعم محمود السعدنى، أحد أهم العلامات الفارقة فى أدب الكتابة الساخرة، على مدار تارخ ثقافتنا المصرية والعربية ومن قرأ كتبه وتأمل فكره يعرف أن هذه حقيقة راسخة لا مجاملة فيها على الإطلاق كما أن الراحل الكبير واحد من أهم الصحفيين المصريين فى النصف الثانى من القرن العشرين وبدايات القرن الحالى.
كان جريئاً شجاعاً يقول كلمته ويدفع ثمنها راضياً مبتسماً، ومن المعروف أن الولد الشقى عانى كثيرا فى بداية حياته الصحفية، حيث عمل فى أكثر من جريدة ومجلة وتحمل مصاعب لا تطاق، لكنه كان مصراً على استكمال الطريق، وواثقاً فى أنه سيصل ووفقه الله وحصل على ماحلم به وسعى بجد واجتهاد إليه وقد نشرت مقالات وأعمال الكاتب الكبير فى العديد من الصحف والمجلات العربية وقد شهد مشوار الكاتب الكبير فى الصحافة العديد من المحطات الهامة، سواء فى مصر أو الخارج، لكنه كان دوماً عاشقاً لهذا الوطن محباً ومخلصاً له وقد ترك لنا مجموعة رائعة ومتنوعة من مؤلفاته التى أتمنى على الجيل الجديد أن يقرأها، لأنه من المؤكد سيتعلم منها الكثير.
كم كنت أتمنى أن التقى الراحل الكبير على الأقل لأعرف رأيه فى ظاهرة الكتابة الساخرة، التى تجتاح الوسط الثقافى بعنف الآن وسر إقبال الكثيرين على التعاطى والتفاعل مع التجربة بكل هذا الشغف.
لكن ماذا نفعل وإرادة الله سبقت واللحظة الموعودة جاءت وهى لحظة لا مفر منها.
رحم الله أديبنا الكبير وجزاه عن ما قدم لمصرنا وطننا العربى خير الجزاء ويا أيها الولد الشقى ليطمئن قلبك، وليهدأ بالك، فقد تركت أجيالاً تعرف قيمة كلمتك وستحافظ عليها.
أحمد صلاح محمود يكتب: الولد الشقى يفعلها ويرحل مبتسماً
الأحد، 09 مايو 2010 08:07 م
الكبير محمود السعدنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة