بالرغم من كونه اختبارا بسيطا، إلا أن المعارضة سقطت فيه.
المعارضة التى أقصدها هنا هم بعض نواب الشعب المستقلين وبعض المعارضة، ومعهم نشطاء سياسيين آخرين، وذلك لأنهم أعلنوا عزمهم القيام بمسيرة سياسية يوم 3 مايو، تبدأ من حديقة مسجد عمر مكرم حتى مجلس الشعب، مسافة مئتى متر، حاملين مطالب سياسية و دستورية.
بدورها أعلنت وزارة الداخلية رفضها هذه المسيرة معللة هذا الرفض بحجج كلنا نعرفها ولا نتفهمها!!. وستتخذ ما يمليه عليها القانون، وعلى الفور أعلن السيد الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، فى إطار الضغط على نواب المسيرة بأنه لو طلب منه رفع الحصانة عن هؤلاء النواب سيرفعها على الفور.
فى البداية أصر النواب على هذه المسيرة، وبعد شد وجذب داخل المجلس وحين امتشق حسام السلطة بدأ يتهاوى إصرار النواب، فانتهوا إلى أنهم سيقفون عند حديقة مسجد عمر مكرم ثم يذهبوا وبعض النشطاء بمفردهم إلى مجلس الشعب لتسليم مطالبهم للسيد رئيس المجلس وهذا ما اتفق عليه فى اليوم السابق داخل المجلس، وحين ذهبوا وافق رئيس المجلس على مقابلتهم هم فقط ودون النشطاء، فرفض النواب ذلك.
ما حدث جعلنا نعيد نظرتنا إلى هذه المعارضة، والتى صارت لا تختلف عن معارضة الأحزاب الرسمية بعد أن ظننا أنهم المعارضون الشجعان، والذين لا يأبهون لرفع الحصانة عنهم.
نعم لقد سقط النواب فى اختبار بسيط ، وهنا أصبح المرء يتساءل بعد هذا الموقف، ماذا كان سيحدث لو أصر النواب على موقفهم الأول من المسيرة؟ ماذا كانت ستفعل معهم الداخلية؟ من وجهة نظرى أجد أن الداخلية ما كانت تستطيع إهانة هؤلاء النواب والنشطاء، خاصة لما لحق بها من عار مع شباب 6 أبريل على القنوات الفضائية.
وما كان النظام الحاكم ليسجن هؤلاء النواب بسبب دعوتهم إلى التظاهر، ثم ماذا لو تم رفع الحصانة عنهم؟ إن انتخابات مجلس الشعب القادمة بعد حوالى 6 أشهر من الآن – ماذا سيضير النواب لو رفعت عنهم الحصانة و خرجوا من المجلس هذه المدة المتبقية!، إننى أزعم أنهم سيخرجون من هذا الحدث أبطال وأقوياء ولا أبالغ إذا زعمت أيضا أن النواب سيدخلون المجلس القادم أبطالا وأقوياء كما كانوا وأكثر.
فى هذا الاختبار سقط النواب ونجح النظام فى تصويرهم، كمن رقص على السلم، فلا هم صمموا على موقفهم مما يجعلهم أبطالا فى نظرنا، ولا هم قابلوا السيد رئيس المجلس لعرض مطالبهم!، لا أنكر أن فى هذا الاختبار ظهرت حقيقة ما كنا نعتقدهم معارضون حقيقيون بل يمكن تصنيفهم الآن تحت عبارة معارضين حنجريين، لأنه حين جد الجد هووا وولوا مدبرين.
لذلك لا أجد وصفا لما حدث إلا كلمات من قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجى، والتى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، مع بعض التصرف تقول: يا فؤادى لا تسل أين النواب كانوا صرحا من خيال فهووا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة