من مظاهر الديمقراطية فى أى بلد فى العالم، هو مساحة الحرية التى يُعبر فيها الشعب عن آرائه، وأيضاً عن تذمره وعدم رضاه لسياسات معينة تنتهجها الحكومة وأرى أن الاعتصامات والإضرابات والمسيرات التى تتوجه إلى مجلس الشعب المصرى وترابط فى الشارع هى من مظاهر التعبير التى أصبح الشعب ينتهجها بعد عقود من القهر السياسى الذى كان فيها الشعب يخاف أن يهمس بآرائه حتى داخل نفسه، هذه الاعتصامات والتى تظل أيام طويلة فى شارع مجلس الشعب، ولا يصغى إليها أحد، تعطى انطباعاً من اللامبالاة التى تنتجها الحكومة. فكثير من هؤلاء المعتصمين مطالبهم مشروعة خاصة العمال والموظفين، إذ يشعرون بالظلم والقهر بجانب الفقر، أفلا يستحقون نظرة من مسئول أو وزير أو أعضاء مجلس الشعب وما أكثرهم فى هذا الشارع، بل إن مكتب رئيس الوزراء يطل عليهم. أن هذه اللامبالاة السياسية وهذا الغياب الحكومى يعطى الفرصة السهلة لمن يريد أن يتسلل داخل الاعتصامات، ويلبسها أجندته السياسية الخاصة سهل وميسر وهنا تكمن الخطورة، لذا من المهم أن يتوجه المسئولون لتلك المجموعات المعتصمة والمتذمرة ويعطيهم الاهتمام اللازم، ويعملون على حل مشاكلهم، ماذا ينتظر هؤلاء المسئولون، أينتظرون توجيه من الرئيس شخصياً ليتحرك الجميع ويكون قد فات الأوان، بعد أن تكون الذئاب الخاطفة، قد أتت واستغلت وركبت الموجه.
كلمة أخيرة، لم نفهم لماذا بعض النواب الذين يصفون أنفسهم "بالمستقلين" يريدون تنظيم مسيرات فى الشارع بدعوى أنهم لا يستطيعون أن يعبروا بحرية داخل المجلس عن آرائهم، وهذا غير صحيح، فطيلة خمس سنوات رأيناهم يعبرون عن آرائهم بكل حرية بل ويستعملون كل أنواع التعبير اللفظى والحركى الذى يخدش الحياء وغيرها، مرة أخرى أحذروا الذئاب الخاطفة...!
• المتحث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة