أكدت صحيفة كريستان مونيتور الأمريكية أن الخطاب الأخير للرئيس مبارك احتفالاً بعيد العمال، زاد من احتمالات ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكشف أنه يتبنى نهجاً أكثر صرامة تجاه المعارضة. وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أن مبارك والنظام يخشون تعاون العمال الغاضبين، مع المعارضة فى لحظة يظل فيها انتقال السلطة أمر محل جدل.
وقالت الصحيفة إن القاهرة شهدت خلال هذا الأسبوع مظاهرتين، إحداهما اقتصادية وأخرى سياسية، استقطبتا انتباه الرئيس مبارك، المعروف بكونه حليفا بارزا للولايات المتحدة الأمريكية وأحد أهم المحركين الأساسيين للسياسة فى الشرق الأوسط منذ ثلاثة عقود. ورأت ساينس مونيتور أن إمكانية انضمام الاتحادات العمالية إلى صفوف المعارضة السياسية أمر لطالما أثار قلق خبراء الإستراتيجيين ودفعهم إلى منع أى تحالفات سياسية عن طريق حملات الاعتقالات المستمرة وتخويفهم، وعلى ما يبدو تطرق الرئيس إلى هذه المسألة الحساسة واحتمال وجود تحالف بين المعارضة والعمال فى خطابه.
طالب الرئيس مبارك من يرفعون الشعارات بأن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من المواطنين، حول برامجهم لرفع مستوى المعيشة، و"كيف يرون التعامل مع مخاطر الإرهاب مع حكومتنا وشعبنا، وما سياساتهم مع العالم من حولنا، وما الذى سيقدمونه لمحدودى الدخل؟ قائلا لمن يرفعون الشعارات" إن ذلك لا يكفى لكسب ثقة الناخبين".
وقالت الصحيفة إن الخطاب كان رسالة مباشرة للمتظاهرين الذين عجت بهم شوارع القاهرة فى الآونة الأخيرة والذين طالبوا الحكومة برفع مستوى أجورهم ومعيشتهم، فضلا عن هؤلاء الذين ينادون بالتغيير الديمقراطى وتعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ونقلت ساينس مونيتور عن الخبير السياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله "هذه المرة الأولى التى يتسم بها الرئيس مبارك بالصرامة عند التحدث بشأن المعارضة، وذلك لأنه يخشى حدوث أى تعاون بين المعارضة والأحزاب السياسية والحركات العمالية.. وستفعل الحكومة ما فى وسعها لمنع حدوث مثل هذا السيناريو".
ورغم أن جهود الحكومة الحثيثة لعرقلة خصومها المتمثلين فى حركة كفاية العلمانية أو حركة الإخوان المسلمين كانت مؤثرة إلى حد كبير، إلا أن تنامى الشعور بعدم التيقن السياسى بشأن من سيحكم البلاد بعد مبارك أشعل الأمل مجددا فى المعارضة السياسية ودب الطاقة فى أوصالها.
ونادى المتظاهرون السياسيون الأسبوع الماضى بوضع نهاية لقانون الطوارئ المطبق منذ 30 عاما، والذى يمكن الحكومة من قمع المنشقين السياسيين واعتقال المواطنين دون محاكمة ومن المتوقع أن يتم تجديده خلال هذه الشهر.
ولفتت ساينس مونيتور إلى أن مصر تشهد الآن حملة احتجاجات عمالية لم تشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، فهى تقف الآن عالقة على مفترق طرق، "فالموجة الحالية من المظاهرات تشعلها أكبر حركة اجتماعية عرفتها مصر فى أكثر من نصف قرن" حسبما كتب المؤرخ المعنى بالعمال فى مصر، جويل بينين، فى تقرير أصدر فى شهر فبراير المنصرم عن مركز التضامن فى واشنطن. ووجد بينين أن 1.7 مليون عامل مصرى اشتركوا فى مظاهرات ما بين عامى 2004، و2008.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
"ساينس مونيتور": خطاب الرئيس فى عيد العمال يكشف تبنى نهج أكثر صرامة تجاه المعارضة.. وقلق من تحالف العمال الغاضبين مع الأحزاب.. واحتمالات خوض مبارك لانتخابات 2011 تتزايد
السبت، 08 مايو 2010 07:06 م