محمد حمدى

دروس من الانتخابات البريطانية

السبت، 08 مايو 2010 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحيان كثيرة لا نتابع الانتخابات التى تجرى حولنا ونكتفى فقط بأخبار مقتضبة عن النتائج من فاز ومن خسر دون متابعة دقيقة لتفاصيل العملية الانتخابية رغم ما تحتويه من دروس مهمة ومفيدة للمواطنين والأحزاب.. وحتى السلطة التى تدير الانتخابات عندنا.

مساء الخميس الماضى، وفور انتهاء التصويت فى بريطانيا حوالى الحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة خصص تليفزيون البى بى سى بالإنجليزية وقته لمتابعة نتائج الانتخابات أولا بأول، والحقيقة أن هذه المتابعة يمكن الخروج منها بعدة ملاحظات مهمة على رأسها دقة استطلاع رأى الناخبين فور الإدلاء بأصواتهم.

تضم بريطانيا 650 دائرة انتخابية، ومع ذلك كان هناك متخصصون فى كل اللجان يأخذون رأى الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم، وفور إغلاق صناديق الاقتراع أعلنت نتيجة الاستفتاء التى أظهرت فوز المحافظين بنحو 305 مقاعد، والعمال بنحو 255 مقعدا، والديمقراطيين الأحرار بنحو 61 مقعدا، وجاءت النتائج النهائية قريبة جدا من هذه النسبة حيث حصل المحافظون على 306 مقاعد، والعمال على 256 مقعدا، والأحرار على 58 مقعدا.

دقة استطلاع الرأى بهذا الشكل قضية مهمة جدا، لأنها أولا تكشف عن احترافية عالية للقائمين عليها، وثانيا عن تعامل البريطانيين بجدية مع هذه الاستطلاعات وهو أمر نكاد نفتقده فى مصر، فغالبا ما تصدمنا استطلاعات الرأى، حتى ما يصدر عن جهات محايدة.

لكن هذا ليس كل ما شهدته الانتخابات، فاللقطة الأبرز التى يجب التوقف عندها هى لحظة إعلان النتائج فى أى دائرة انتخابية، حيث يصطف جميع المرشحين فى الدائرة ويقوم مسئول السلطة المحلية بإعلان نتيجة الدائرة، ويبدأ المرشح الفائز بتوجيه كلمة لأنصاره، ثم يليه كافة المرشحين، حتى فى دائرة رئيس الوزراء جوردون براون، وقف إلى جوار كافة المرشحين دون استثناء لأنه فى هذه اللحظة مجرد مرشح وليس رئيس وزراء.

وفى بريطانيا كما فى سائر الدول الديمقراطية التى تعتمد النظام البرلمانى فى الحكم، لا يمكن أن يأتى وزير لم ينجح فى الانتخابات البرلمانية، فالوزارة هى أعلى المناصب السياسية فى البلاد، ومن يتقلد هذا المنصب يجب أن يحظى بثقة الجماهير فى دائرته الانتخابية أولا، وحين يصبح وزيرا يظل مسئولا أمام من انتخبوه فى دائرته أولاً.

ولا يوجد فى بريطانيا إشراف قضائى على الانتخابات، لكن السلطات المحلية فى 650 دائرة انتخابية تدير الانتخابات بمنتهى النزاهة والحيدة بمشاركة ممثلى المجتمع المدنى، وحين تحدث مشاكل كما رأينا حين فشل مئات الناخبين فى الإدلاء باصواتهم، يتم طرح الموضوع على الرأى العام باعتبارها مشكلة لا بد من بحثها وحلها، وليس التغطية عليها.

فى الانتخابات البريطانية دروس عديدة، ومن يشاهدها على الهواء، يدرك بلا شك أن ما يحدث عندنا لا يمت للانتخابات بصلة!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة