"لابد أن تظهر عيناك فى حالة انكسار حال تعرضك لجمل من المدح والثناء من الناخبين لتعكس لهم سمو أخلاقك.. وعليك تغيير نبرة صوتك بحسب الفكرة التى تعرضها.. ولا تسمح للمنافسين باستغلال إنجازات الحزب الوطنى ونسبها لهم".
هذه الجمل تعد من أبرز النصائح التى وضعها الحزب الوطنى لمرشحيه فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، والمقرر أجراؤها فى أول يونيو المقبل.
وأصدرت أمانة الإعلام بالحزب الوطنى كتيبا لإدارة الحملات الانتخابية فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، وانتخابات مجلس الشعب، حدد الحزب فيه عددا من المواصفات والشروط للمرشح الناجح الذى يستطيع مواجهة المنافسين فى الانتخابات البرلمانية.
وجاء فى الكتيب، الذى حصل اليوم السابع على نسخه منه، المراحل التى تمر بها الحملة الانتخابية بداية من الإعداد والتخطيط للانتخابات والتى تتضمن تشكيل غرفة العمليات وفريق العمل، ورسم الخريطة الإستراتيجية للتحرك.
وتشمل المرحلة الثانية "الحملة الانتخابية" بما فيها من مهارات التعامل مع الناخبين والمنافسين؛ أما المرحلة الثالثة بحسب الكتيب فتشمل الفترة الزمنية لما قبل الانتخابات وما بعدها.
ووضع الكتيب مفهوما للحملة الانتخابية بوصفها مجموعة الأنشطة المتنوعة التى يتم تنفيذھا عبر فترة زمنية يتزايد إيقاعها وسرعتها مع اقتراب موعد الانتخابات بهدف مشاركة أكبر عدد من الناخبين فى التصويت لصالح مرشحى الحزب الوطنى.
ورهن الكتيب، فى 30 صفحة، نجاح مرشح الحزب فى الانتخابات بمدى قدرته على الإعداد الجيد للحملة قبل انطلاقها، بتشكيل فريق العمل الذى سيعتمد عليه طوال الحملة الانتخابية، ورسم الخريطة السياسية والاجتماعية للدائرة وتحديد إستراتيجية التحرك فيها.
ووضعت أمانة الإعلام عددا من المواصفات لفريق العمل الذى يعتمد عليه المرشح ومن أهمها وجود غرفة عمليات تساعد المرشح فى إدارته للحملة الانتخابية ويضم مجموعة من العناصر المتفرغة، وشبه المتفرغة؛ وتقتصر مهام فريق العمل على جذب المؤيدين للمرشح والترويج لفكر الحزب.
ونصح الحزب مرشحيه بالاستعانة بقادة الرأى؛ خاصة ذوى التأثير على الناخبين، والاعتماد على بعض الشخصيات العامة التى لها نوع من الهالة والاحترام ولها قدر من التأثير والنفوذ من أبناء الدائرة مثل الشخصيات العامة، أو رجال الأعمال المشهورين، وكذلك الفنانين والرياضيين سواء كانوا على المستوى القومى أو المحلى.
كما طالب الحزب مرشحيه بالاستعانة بالعمال فى المناطق العمالية، أما المناطق الشعبية فعليهم الاستعانة بأصحاب المقاهى ضمن فريق العمل، نظرا لدورهم المؤثر بالمنطقة؛ على أن يتم مراعاة تميز أعضاء الفريق بالسمعة الحسنة والأخلاق الحميدة وباللباقة والقدرة على التواصل مع الناخبين، ليقوموا بتقديم صورة إيجابية عن المرشح لدى الجمهور.
ومن أولى مهام فريق العمل أن يؤكد على أن مرشح الحزب الوطنى ھو الأكثر قدرة على التعامل مع قضايا ومشاكل الناخبين، وكذلك مواجهة دعاية المرشحين المنافسين والرد على ما تتضمنه من أفكار.
ونصح الحزب المرشحين بضرورة إعطاء أرقام تليفوناتهم الخاصة للناخبين، حتى يستطيعون التواصل معه مباشرة؛ ومصافحة أكبر عدد من الناخبين، وضرورة إلمامة بخريطة القوى الاجتماعية والسياسية فى الدائرة حتى يتسنى له صياغة الخطة المناسبة للتحرك لجذب الأنصار والمؤيدين ومواجهة القوى والاتجاهات المعارضة؛ من خلال التعرف على المنافس ومدى تأثيره فى الدائرة، وعدد العناصر المؤيدة له، وكذلك الأنشطة التى يقومون بها للتأثير على الناخبين.
وعمل حساب تقديرى للأصوات التى يمكن أن يحصل عليها مرشح الحزب مقارنة
بالمنافسين؛ وعدم إعطاء الفرصة للمنافسين لاستغلال انجازات الحكومة ونسبها إليهم.
وعن وسائل الدعاية فى الحملات الانتخابية ينصح الحزب مرشحيه باستخدام "الميكروفون" المثبت فوق سيارات فى الدوائر الريفية واستخدام منازل العائلات الكبيرة ودور المناسبات لاستقبال المؤيدين، واستخدام التسجيلات المرئية والمسموعة من جانب أعضاء مجلس الشعب الحاليين، والتى توضح قيامهم بعرض مشاكل الدائرة؛ وفى الدوائر الحضرية يستخدم الإنترنت فى عمليات الدعاية الانتخابية.
كما خصص الكتيب جزءا كبيرا منه لمهارات نقد الآخر، وجاءت فيها نصائح للمرشح بأهمية معرفة تحركات المرشحين الآخرين، حتى قوم بالرد عليها ومواجهتها خلال الحملة الانتخابية بحنكة، بحيث لا يبدو فى موقف رد الفعل، إذ أن عليه أن يطرح نفسه وبرنامج حزبه.
وعلى المرشح أن يكون على معرفة كاملة بكافة إنجازات الحكومة، وما تم إدراجه فى موازنة عام الانتخابات والعام اللاحق من مشاريع وخطط تنموية، وعليه مراجعة البرنامج الانتخابى للحزب؛ لمواجهة دعاية المنافسين التى تتركز على إبراز سلبيات الحزب والحكومة.
كما وضع الكتيب محددات استخدام مهارة الصوت، وذكر فيه "ينبغى أن يتحكم المرشح فى نبرة صوته ودرجة ارتفاعه، وكذلك فى المسافات الزمنية بين الكلمات، إذ يجب عليه أن يتنقل فى حديثه بين الصوت ذى النبرة العالية والصوت ذى النبرة الهادئة تبعاً للغرض من الفكرة التى يعرضها، لأن ذلك يعطى مؤشر اً للناخبين حول تمكنه من أفكاره، وقدرته على التعبير عنها بوضوح.
وشدد الحزب على ضرورة استخدام الكلمات الدارجة والأمثال الشعبية، وأن يقدم الأمثلة المرتبطة بأوضاع الناخبين ومشكلاتهم.
ولم يكتف الحزب بتقديم النصائح للمرشحين بل وضع أمثلة لكيفية التحدث فى المواقف المختلفة، حيث جاء فى الكتيب: "فعلى سبيل المثال، عندما يتطرق المرشح إلى مشكلة الصرف الصحى فى منطقة تجارية فربما من الأفضل أن يقول "أنا شايف أن الصرف الصحى اللى بيهدد المحلات، والناس فى لقمة عيشها، لازم نلاقى له حل...، وأنا مش عارف إزاى نسكت لحد دلوقتى على المشكلة دى؟ على العموم ھاعمل كل جهدى أن إحنا نخلص منها نهائى علشان ما نتضرش فى لقمة عيشنا".
وكذلك تطرق الكتيب لكيفية استخدام الإيماءات والإيحاءات أثناء التحدث فى اللقاءات الجماهيرية وجاء فيه: "كما يستحسن أن تبدو عين المرشح فى حالة انكسار فى حالة تلقى عبارات المديح والثناء من أھل الدائرة، ليعكس تواضعه وسمو أخلاقه".
ونصح الحزب المرشحين بعدم الالتفات لوسائل الترهيب التى يقوم بها المنافسون مثل الاعتداء على بعض معاونيه، أو إطلاق النار على مواكب تحركاته، بحسب الكتيب، أو نقل رسائل التهديد عبر التليفون، أو التهديد باختطاف أحد أفراد أسرته.
وعمل شبكة تنظيمية بما يضمن مشاركة أكبر عدد من أعضاء الحزب ومؤيديه يوم الانتخابات، مع وجود مندوبين لمرشح الحزب فى كل اللجان الفرعية؛ من خلال التعاون بين مرشح الحزب والقيادات الحزبية على مستوى الدائرة.
الحزب الوطنى يضع دليل "المرشح الناجح" لأعضائه: استعن بالمقاهى فى المناطق الشعبية ورجال الأعمال فى "الراقية" .. وإظهر الانكسار فى عينيك عند المدح.. ولا تهتم بمنافسيك حتى لو هددوك بإطلاق النار
السبت، 08 مايو 2010 01:48 م
صفوت الشريف وأحمد عز
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة